ما تنشره وسائل الإعلام هذه الأيام عن مهرجان الرياض للتسوق والترفيه يثير اللهفة بالفعل، ويرفع (ثيرمومتر) التطلع لقضاء اسابيع صيفية متميزة بعيداً عن الرتابة التي تستصحب عادة النفرة الى المنتجعات ومراكز الترفيه والحدائق والمنتزهات في الإجازات.. فقط من اجل اتاحة الفرصة للصغار لممارسة الألعاب على اختلافها، بينما تفترش الأمهات البساط على الأرض يتسلين بالسواليف، ويقطعن الوقت باحتساء اقداح المثلجات والقهوة العربية والشاي. وفيما سوى ذلك؛ لن تجد العوائل مخرجاً من مأزق الركود في البيت؛ الا بالاتجاه الى الأسواق والمراكز التجارية للتسلية والترويح عن النفس، والتعرف على تداعيات (الموضة)، وجديد الأثاث والأواني المنزلية. ولكن يبدو - كما تبشر الحملة الإعلامية لمهرجان التسوق والترفيه - ان الرياض تلبس حلة صيفية جديدة وزاهية، فخزانتها مكتنزة بفعاليات وبرامج بعيدة - في تجربتها وممارستها - عن الأساليب التقليدية التي عهدها الشباب، وتنأى بالفعل برامج هذا الصيف عن كل اساليب الممارسة المعهودة في السنوات الماضية حتى لا يتسرب الملل الى نفوس رواد ساحة العروض والمنتجعات والشاليهات، لأن مسميات الفعاليات باقية كما هي، ويخشى بعض الشباب من تكرار ذات المشاهد والعروض دون ادخال جديد عليها، ولو في الشكل وطريقة العرض. غير ان المتابع لإعلانات هذا الصيف يتبين ان فعاليات المهرجان حبلى بفقرات ومسابقات ثقافية ورياضية وعروض مسرحية وبهلوانية ممتعة تستهوي الشباب، وحافلة بكثير من البرامج التي تستهدف استقطاب مختلف شرائح المجتمع، وتسليتها وإمتاعها، ويتبين كذلك اهتمام ملحوظ بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحاولة دمجها في كل الأنشطة، وهذا بحد ذاته يحسب نجاحاً وثقلاً في كفة ايجابيات منظمي هذه الأنشطة. اني على يقين تام بأن المهرجان سيحقق نجاحاً منقطع النظير، وسيلبي تطلعات سكان الرياض من مواطنين ومقيمين، وسيشكل في الوقت نفسه ركاماً من الخبرة لما يليه من مهرجانات في الأعوام القادمة. ومهما يكن؛ فإن توزيع الأنشطة على مختلف احياء الرياض؛ سيوفر على راغبي الترفيه او التسوق مؤونة الانتقال الى احياء اخرى، والوقوع في شبكة الزحام الذي قد يضعف رغبتهم في الترفيه، ويفقدهم دوافع مواصلة سيرهم. المبشرات كثيرة، وعليها تنبني آمال العوائل في قضاء صيف ممتع تتحول حرارته برداً وسلاماً عليها، وإلا فإنها ستنصرف الى الاصطياف خارج عاصمتها سواء داخل المملكة او في دول عربية او اجنبية اخرى؛ خاصة أن بعض الشباب يتساءلون دائماً عن ملامح التحديث او التطوير الذي يمكن ان تخرج به عروض الألعاب النارية او الشراعية، او عروض الدراجات الهوائية وغيرها.. ولكننا نرى ان النجاح لا يبدأ من اعلى؛ وإنما يرتفع مؤشره درجة درجة؛ خاصة أن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها، ولا يتوقع منها ان ترضي كل الطموحات.. ولكننا نستشف ان ارهاصات انشطة صيف هذا العام تشبع بإذن الله نهم ابناء الرياض عموماً؛ بل ونحن على قناعة تامة بأنها تحظى بنصيب وافر من الرضا والقبول، وما نقوله ليس اعراباً من امنيات؛ وإنما قراءة صحيحة لواقع البرامج والفعاليات، وإطلالة على خارطة التنوع والتوسع في برامج وفقرات هذا الصيف.. وكل ذلك يشير الى توقعات النجاح بوضوح.