سلمان نقش اسمه على الصدور سلمان أسر القلوب بأفضاله، أحبه الجميع لكرمه.. سلمان طبعه الوفاء الذي اتسم به حتى صار سجيته وأعظم خصاله سلمان اسم يعرفه الكبير والصغير يعرفه القريب والبعيد اسم احبته الناس وجدت فيه السماحة واللطافة فهي ديدنه وسجيته. أحببنا فيه دينه وخلقه وكرمه وتواضعه وحبه لوطنه ولمدن وقرى وهجر وبوادي وطنه فلسموه مجالات إنسانية مهما عددت لا تحصى في جميع نواحي بلادنا منها إقامة وحدات غسيل الكلى ومساعدة الضعفاء والأرامل ورعاية والأيتام فسموه يقدر كفالة اليتيم وما لها من فضائل كثيرة أعظمها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وكفى بذلك شرفاً وفخراً وهي صدقة يضاعف لها الأجر فسموه دائماً يقوم بالمسح على رؤوسهم ويطيب خاطرهم ويرقق قلوبهم ويزيل عنهم القسوة ولسموه وقفات تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وتسوده روح المحبة والمودة. حيث يقوم سموه بسد حاجة الفقراء وإغاثة الملهوف فسمو سيدي مدرسة لمن أراد ان يتعلم منها، مدرسة في الإدارة والتعامل بتواضع منقطع النظير مدرسة في الأعمال والمنجزات الخيرية والاجتماعية مدرسة في المشاريع الإنسانية. ومن سره ان ينظر إلى رجال في رجل فلينظر إلى الأمير سلمان، رجل ترى في سمته هيبة الأمراء وتواضع العلماء وورع التقاة ولين الحكماء، فتعجز ان تجد مفتاحاً لشخصية كهذه جمعت كل صفات الكرم والمروءة والنبل، فعرف عن سموه بأنه صاحب الأيادي البيضاء والتواضع الجم. كما عرف عنه بالعمل الدؤوب دون كلل وملل، والحزم واتخاذ القرار في الأمور التي تحتاج إلى ذلك بحسم وشجاعة وكذلك عرف عنه السماحة وطول البال والحس الإنساني الرفيع فلسموه شخصية ثرية أعطاه الله البركة في وقته، فسخره في خدمة دينه.. ووطنه.. وعرف عنه وقوفه وراء كل هذه المنجزات الحضارية ولا أبالغ إذا ما قلت بأن سموه كان يقف وما يزال وراء كل منجز منذ يكون فكرة حتى يصبح واقعاً ومعلماً شامخاً يشار إليه بالبنان حتى أصبحت مدينة الرياض مدينة حضارية تعيش ازدهاراً ونمواً اقتصادياً مستمراً يتطور ويزداد تطوراً.. بحكمته وحنكته وإدارته الناجحة الفريدة عن نوعها. إن ما تحقق في مدينة الرياض من منجزات حضارية وتنموية، كلها يعود الفضل فيها بعد الله إلى سمو الأمير سلمان حيث وقف طيلة خمسة عقود على رأس العمل الإداري والتنموي فيها من عام 1374ه فهو الذي رعاها منذ طفولتها فهو المهندس لمشروعاتها وعمرانها وهو المخطط لبنائها وتنميتها. وذلك عندما وجه حفظ الله بإعادة تأهيل وادي السلي الذي يقطع الرياض من مطار الملك خالد الدولي شمالاً إلى خشم العان جنوباً بطول 103 كيلو مترات وتحديد مساره ليعود إلى طبيعته كمصرف لمياه الأمطار والسيول بالعاصمة حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين بالمدينة وحفظاً على سلامة البيئة الطبيعية للوادي وذلك بعد نجاح مشروع تطوير وتأهيل وادي حنيفة الذي وجه به سموه وعاد لطبيعته كمصرف للسيول بالرياض. فهو أول من نقل الهجر إلى قرى ومن نقل القرى إلى مدن وهو من طور الصناعة ونهض بالزراعة ورقى بالتعليم من الكتاتيب وهذا بفضل من الله ثم بجهوده في عمله برؤية إدارية متميزة بعيدة المدى. ففي كل قرية تجد التعليم والصحة والأمن ففي الميدان الثقافي أتذكر زيارته مع أخيه الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين في شهر ربيع الآخر للجوف عندما زار مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية حيث قال سموه في هذا اليوم الخميس 1428/4/23ه زرت مؤسسة الخال عبدالرحمن السديري الخيرية في الجوف خلال زيارتي لأهل المنطقة برفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإنني لسعيد بزيارة هذه المنطقة العزيزة على قلبي وأضاف بقوله: (أنا أزور هذه المؤسسة لثلاثة أسباب.. أولها: لأهدافها الطيبة للعناية بالقرآن الكريم وفي نشاطها الثقافي الشامل وفي عنايتها بالتعليم وهذه معروفة لديكم.. ثانياً: وفاء لهذا الرجل الخال لأن هذا عمل صالح أرجو من الله عز وجل له الثواب وأرجو لأبنائه التوفيق في مواصلة عملهم، ثالثاً: إنه سبق ان رغبت ان أزور هذه المؤسسة ولم أتمكن في حياته.. وها أنا أحققها اليوم والحمد لله بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الذي كنت معه في هذه الزيارة. وأردف سموه يقول (المكتبة على ما رأيت مكتبة شاملة وأرجو إن شاء الله لهاالتوفيق وأدعو أبناء هذه المنطقة وزوارها لزيارة المكتبة) ولا عجب. فسموه أمير الوفاء يقوم بتحفيز وتكريم المبدعين والمتفوقين بفئاتهم ومجالاتهم المختلفة وفي ذلك دافع لمواصلة التحصيل والابداع وتنمية الذات وتطويرها. وسمو سيدي الأمير سلمان أنموذج يحتذى به في الرؤية والتخطيط وبعد النظر والقدرة على استيعاب الناس وحل المشاكل والتأليف بينهم وتفقد أحوالهم بل لا تستغرب ان تجد لديه معرفة ودراية عن كل عائلة في كل مدينة وقرية ،فهو يعرف الأنساب وأسماء العائلات وانتماءاتها والقبائل وجذورها وهو زاخر بالعطاء والبذل والسيرة العطرة التي تفوح بناء وتنمية وعدلاً وكفاءة وإنسانية وصلابة في الحق وقمعاً للباطل وأهله.. ويتسم بخبرة واسعة ووعي بارع قلما يتوفر مع الأفذاذ أمثاله فهو شهم قوي الارادة واسع الاطلاع. كثير الوفاء وهو المواطن الصالح الإنسان قبل ان يكون مسؤولاً وحاكماً.. فهو ليس بمواطن ومسؤول فحسب، بل يمثل قمة المواطنة والمسؤولية والدقة في الأداء والانتظام فهو صديق الجميع وهو الأب الحنون وهو الإنسان المتحمس الذي يلتمس مشاكل كل شخص ويقوم بحلها فأبوته مفتوحة للصغير والكبير وهو الذي يعمل بصمت وهو الذي يفكر ويسهر على راحة أبنائه جميعاً ويصعب على المتابع حصر الأعمال الجليلة لسموه الكريم فما من عمل خير الا سموه الكريم داعم ومفتتح ومتابع، فقد عرف عن سموه القيادي المكافح الإنسان في تواضعه والحليم في حكمه ،والرفيق في تخاطبه، فمن يصل إليه يجد الجواب الكافي.. وعرف عن سموه عشقه للعمل وخدمة المواطن والصبر فعرف بأسماء كثر سلمان الإنسان، سلماء الفقراء، سلمان المساكين، سلمان الضعفاء، سلمان الأرامل واليتامى سلمان الخير والعطاء، سلمان الوفاء.. حيث وصفه الشاعر المشهور أحمد الحمد.. بقوله: أميرنا خيره على الأرض هتاف مدات جوده تتسم في هدوه ياكثر ماشفنا من أشكال وأصناف مواقفه يحتار منها عدوه عادل ومنصف مايجي عنده اجحاف فيه الشهامة والوفا والمروه سلمان رمز المجد والطيب ينضاف في مجده اللي مستمر رقوه وبمناسبة قرب هذا اليوم الوطني المبارك تلبس بلادنا أجمل حللها وتفتخر باحتضان الرجل المحنك والأب الحاني صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي استبشر المواطنون بولايته للعهد الكل فرح ومسرور فأهلاً وسهلاً بسلمان الوفاء في هذا اليوم.. اليوم الوطني تهل التباشير بالأفق داعين الله ان يحفظ هذه البلاد آمنة مطمئنة ويحفظ مواطنيها الأوفياء وقادتها الأمناء.