بعد نحو 22 عاما من وجوده على رأس المؤسسة العسكرية، وبالتحديد منذ 1990، لملم وزير الدفاع والإنتاج الحربي رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي "77 عاما" ظهر الاثنين متعلقاته من مكتبه بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، لينهى علاقته رسميا بالحكم العسكري. وقال المشير قبيل مغادرته مقر الوزارة حاملا متعلقاته، مودعاً رجال وضباط القوات المسلحة الموجودين بالأمانة العامة للوزارة "استخرت الله على ما حدث، وأتمنى أن توفق القيادات الجديدة لما فيه الخير لمصر"، لينهى الرجل علاقته ب"هدوء"، بعد أن كانت "عاصفة" مع الإخوان. قانونيون بحزب الحرية والعدالة يتوقعون التحقيق مع المشير وعنان بعد عيد الفطر والمشير طنطاوي من مواليد عام 1935 وتخرج من الكلية الحربية عام 1956 وشارك في حربي 1967 و1973 من خلال سلاح المشاة وعمل ملحقا عسكريا لمصر في باكستان عام 1975، وقائدا للحرس الجمهوري ثم وزيرا للدفاع في عام 1990 وحتى مساء الأثنين الماضي. وفي الوقت الذي تضاربت فيه الإنباء حول الكواليس الخاصة بإقالة الرئيس محمد مرسى للمشير ونائبة الفريق سامي عنان وتفكيك المجلس العسكري، وبان ذلك تم بالتشاور، في حين شكك البعض في ذلك، تم تسريب نبأ لوسائل الإعلام بتوافد قيادات في الجيش إلى مقر وزارة الدفاع لتهنئة المشير والفريق عنان لتعيينهما مستشارين للرئيس، لتوصيل رسالة، بان ما حدث تم بالتوافق والتشاور، من دون أية ردود فعل سلبية لدى قيادات الجيش، وهو الأمر الذي اثأر لغطا بان جاء كفرض أمر واقع، حتى ذهبت قناة "الحرة" الفضائية بان المشير طنطاوي والفريق عنان رهن الإقامة الجبرية، وهو ما نفاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، في تأكيد من جهة أخرى على استمرار عمل هذه الصفحة الخاصة بالجيش. الرئيس مرسي مستقبلا وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبدالفتاح السيسى «الأوروبية» وبدأ وزير الدفاع الجديد الفريق أول عبدالفتاح السيسى مشاوراته مع الرئيس بشأن الشخصيات الثلاث المقرر تعيينها قادة لقيادة القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي. وعلمت "الرياض" أن السيسي استعرض مع مرسى بمقر رئاسة الجمهورية وقبل سفر الرئيس إلى المملكة لحضور قمة مكةالمكرمة، الأسماء المرشحة لهذه المناصب، والمقرر الإعلان عنها خلال ساعات. كما كلف الرئيس، السيسي بإعادة تشكيل المجلس العسكري، ووجه الرئيس، وزير الدفاع ب"ضرورة الاهتمام البالغ بالحالة الإدارية والمعنوية لأفراد القوات المسلحة من أفراد وجنود، وتحسين الأوضاع المعيشية لكل أفراد القوات المسلحة في القريب العاجل". من ناحية أخرى، كشف قانونيون بحزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عن إمكانية إجراء تحقيقات مع وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي، والفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، عقب عيد الفطر المبارك بسبب أخطائهما في الفترة الانتقالية. وتوقع، عضو اللجنة القانونية بالحزب المحامي محمد الدماطي أن يتم فتح تحقيق موسع بعد عيد الفطر مع أعضاء في المجلس العسكري الأعلى باعتبارهم من رموز النظام السابق، لما ارتكبوه في الفترة الانتقالية بدءا بموقعة الجمل في 2 فبراير 2011، وحتى أحداث رفح الأخيرة في شمال سيناء، وهناك اتهامات بتورطهم في مسائل مالية، مشيراً إلى أنه يدرس تقديم بلاغ ضدهم. وتابع أنه سيتم التركيز على التحقيق في أحداث رفح، لكشف ملابساتها ومعرفة ما إذا كان هناك متورطون فيها من الداخل بعد تصريحات اللواء مراد موافي، مدير المخابرات العامة المحال إلى التقاعد بأنه أبلغ جهات مسئولة بمعلومات عن الأحداث قبل أيام من وقوعها. ولم يقدم أي من أعضاء الحرية والعدالة بلاغات ضد طنطاوي وعنان ، لكن فيصل السيد عضو اللجنة القانونية بالحزب قال إنه ربما تكون هناك بلاغات مقدمة من جهات أخرى، لاعلم للحزب بها. ووفقا للقانون، إذا ارتكب أعضاء سابقون بالجيش مخالفات خاصة بالقوات المسلحة فإنهم يحاكمون أمام القضاء العسكري، وإذا كانت مخالفات عادية يحاكمون أمام القضاء المدني. وفي تصريحات سابقة، أكد الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، أنه حال وجود ما يدين طنطاوي أو عنان، يجب تقديمهما إلى المحاكمة فوراً.