فنان تشكيلي استثنائي لازال يواصل إبداعه رغم ما عاناه من التجاهل سنوات طويلة تجاوزت 40 عاماً من العمل والتميز في "الطرق على النحاس" جعلت من الفنان التشكيلي علي سالم الضمادي اسماً راسخاً في مسيرة فن النحت السعودي وفناناً مبدعاً يستحق كل تقدير. يقول الضمادي إن شغفه بهذا الفن منحه قوة الصمود أمام التجاهل الذي يحس به، كما مكّنه من أدوات هذا الفن الصعب الكؤود "بل إني استطعت أن أمهد لمدرسة وطنية في هذا المجال بشهادة النقاد والدارسين والمختصين له رغم ما أعانيه صحياً وبدنياً من ممارسة هذا الفن الصعب بدليل أني قدمت الكثير من الأعمال الناجحة والآن أنا بصدد إنتاج 83 عملاً جديداً يتناول عدة أفكار مستمدة من الموروث الشعبي التراثي لدينا في الوطن عموماً وبصفة خاصة في حائل منها لوحات "الحطاب" و"انتظار" و"المغزل" و"إصرار" و"الخشوع" وغيرها". الضمادي الذي ساهم بأعماله في إثراء الحركة التشكيلية السعودية والذي شارك في معارض عدة منها معارض الجنادرية؛ يقول إنه بدأ في مزاولة فن "الطرق على النحاس" بعد أن اكتشف إمكانيات خام النحاس "وهذا جعلني أقتحم هذا المجال الذي سمح لي بالتعبير عن أفكاري بوضوح".. مضيفاً "لقد زاولت طبعاً الرسم الكلاسيكي وأعتبره الجسر الحقيقي الممتد لخوض أي أشكال العمل الفني لكني وجدت المتعة الحقيقية مع خامة النحاس لأنها بالنسبة لي تعد الأجمل". ولأنه لا وجود لبيئة فنية سعودية تخدم الاتجاه الذي اختاره الضمادي فقد سعى لتثقيف نفسه بنفسه "وسافرت لبلدان عربية عديدة والتقيت بنخبة من أمهر الفنانين العرب في هذا المجال وأخذت اتجاهات وأفكار كثيرة وكبيرة خدمت بدايتي بل إنها كانت مؤثرة في مسيرتي وجعلتني أعثر على مدرسة خاصة بي ميزتني عن الآخرين وقد اخترت الانتماء للمدرسة التعبيرية البسيطة". مبيناً أنه يستغرق فترة طويلة لتنفيذ أعماله "لأن العمل لابد أن يكون له قيمة ما ولابد أن يحوي فكرة قابلة للزيادة أو التجريد ثم تبدأ مرحلة تحديد شكل الفكرة على النحاس ومن ثم يبدأ الطرق بمراحل تعتمد على الصبر والتحدي". لكنه عاد وجدد بالقول أن النحاس من أصعب الخامات عند التعامل معه "لأنه بالفعل فن صعب جداً بحاجة لصبر وعزيمة ويعتبر خامة شرسة وأي خلل أو سقوط في العمل يعتبر انحرافاً غير لائق عن السيناريو الذي رسمه الفنان في ذهنه وهذه مشكلة الطرق على النحاس الأمر الذي يجعلني أكثر دقة في الإنتاج لضمان ظهوره بطريقة جميلة". هذا وطالب الفنان الضمادي الجهات المسؤولة بالاهتمام بهذا الفن بوصفه شكل من أشكال فن بفن الجداريات "لأنه هو الفن الحقيقي" على حد تعبيره، مشيراً إلى أن لديه مشاريع فنية جديدة للوحات جدارية تمتد 8 أمتار وعرض 5 أمتار في حائل تحكي التراث الحائلي، وإظهار الموروث بصورة حضارية جمالية وكذلك مشهد "حاتم الطائي" وحصانه الشهير وكلماته المعروفة "وأنا أتمنى أن تقوم الجهات المعنية في منطقة حائل ممثلة في الأمانة في تأييد الأفكار والمشاريع الفنية الجدارية التي بالفعل تعد هي المساند للنهوض بمستوى جماليات المدن"، مؤكداً استعداده لتنفيذ مثل هذه الأعمال لصالح المنطقة دون مقابل مادي. وأعرب الضمادي عن استيائه من انتشار المجسمات في ميادين حائل والتي وضفها ب"الكتل" غير الفنية والتي لا تتعاطى مع جماليات الفن "لأن الفن الحقيقي هو فن الجداريات وحائل مشهود لها ببيئتها وتضاريسها وهي جاهزة للتميز والإبداع". وتمنى الفنان الضمادي من الجهات المعنية بدعم الإبداع أن تكثف الورش النقدية لأنها هي بالفعل تعزز من دور وسائل الفن بمختلف أشكاله، منتقداً دور المعارض الفنية التي تقدم حالياً واصفاً إياها بأنها لا تعمل على تحريك الفن ومجالاته "لأنها تعد هدراً للفنان الذي لا يستطيع أن يعمل على إقامتها لتكاليفها الباهظة وعدم وجود رعاة خاصين لها".. متسائلاً "أين دور العرض الفني تكون متاحة للناس للإطلاع على جوانب الفن وجمالياته". واستشهد بأنه طالب مسئولي مطار حائل باستغلال أحد قاعاته تكون متاحة لعرض الإنتاج الفني لفناني المنطقة".