من الذي لم يقرأ "مئة عام من العزلة"؟! أو "حب في زمن الكوليرا"؟! أو "قصة موت معلن"، للأديب العالمي الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1982؟! اهتزّ العالم من أقصاه إلى أدناه، بعد تداول وسائل إعلام إصابة ماركيز بالخرف، بحسب ما نسب إلى أخيه كانخايمي جارسيا ماركيز، الذي يبدو أنه صعّد من موضوع الخرف. بطبيعة الحال فإن الأديب العالمي له عزلته وحياته التي ابتعد فيها عن الناس، يتأمل الجمال ولا يتوانى عن تشجيع المبدعين من أبناء وبنات بلده. عشق الجمال، وفُتن برقصات شاكيرا التي يسعد باستقبالها ويأنس بكلامها والقرب من حديثها وقصتها. لوّح ماركيز منذ عام 2005 للقراء باعتزال الكتابة حين قال:" من خلال تجربتي فأنا استطيع الكتابة دون أدنى مشاكل، لكن القراء سيدركون ان قلبي لم يكن معي لحظة الكتابة". يحرص أن يكون قلمه متفقاً مع قلبه، بحثاً عن غاية الصدق. لا يكفي أن يكون الأسلوب جميلاً، فلدى ماركيز يجب أن يكون للحرف قلب ينبض ليشعر به القارئ. تحوّلت رواياته إلى كتب كلاسيكية تقرأها كل طبقات البشر. مبتدئو القراءة ومحترفوها لا يستغنون عن حروفه العبقرية. روايته "الحب في زمن الكوليرا"، تحولت إلى فيلم أنتج سنة 2007 أخرجه مايك نويل، وأنتجه سكوت ستايندروف، وقام ببطولته خافيير باردم، وجيوفانا ميزوغيورنو، وبنيامين برات، ويذكر المخرج أنه احتاج إلى ثلاث سنوات ليقتنع ماركيز بأن تحول روايته إلى فيلم. يغار على نصه كما يغار على أولاده! حين أصيب بالسرطان سنة 1999، شعر بأهمية اللجوء أكثر إلى الكتابة، يقول: "لقد خفضت علاقاتي مع أصدقائي إلى أدنى حد ممكن، وقطعت الهاتف، وقمت بإلغاء رحلاتي وجميع الخطط الحالية والمستقبلية، وعكفت على الكتابة كل يوم دون انقطاع". تنفي مؤسسة "الصحافة الجديدة "التي أسسها ماركيز في كولومبيا أن يكون الكاتب الحاصل على نوبل مصابا بالخرف كما أشار شقيقه.. مدير المؤسسة خايمي ابيو، على موقع تويتر قال: "أؤكد أنه لم تشخص إصابته بالخرف أبدا.. ماركيز لا يعاني من الخرف.. إنه شخص مسن ينسى أشياء أحيانا"! حتى ولو خرّف ماركيز فإن ذاكرته حية داخل محبيه، فله التحايا والسلام، هذا الكاتب الإنسان، الذي صيّر عناوين رواياته أيقونات في آلام الإنسان، طبت ذاكراً أو ناسياً يا صاحب: "مئة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا"!