من الذي يستطيع أن ينكر دور "اليوتيوب" على المجتمع السعودي؟! الأجهزة الذكية التي لا يخلو منها كف طفلٍ فضلاً عن الشباب والفتيات تؤثر كثيراً على الأفكار والتصورات. بين "التويتر" و"اليوتيوب" ينفذون إلى العالم، ومهما كان الاستخدام مشوباً بالترفيه أو متابعة ما قلّ شأنه أو قيمته غير أنني مع الانفتاح التقني والإليكتروني ويمكن الرهان عليها في التأثير الفكري على المدى البعيد. "اليوتيوب" هذا العالم العجيب هو صديق السعوديين الحميم. يومياً يشاهد كل فرد عشرات المقاطع، مابين كوميديا، أو محاضرات، أو ندوات،أو برامج، أو مقاطع ساخرة، أو مسلسلات، اليوتيوب صار القناة المتنقلة لا تحتاج إلا إلى كفك وضغطة أصبعك، بالفعل اليوتيوب عالم عجيب. الإحصائيات منذ أشهر وهي تضع السعوديين ضمن المجتمعات الأكثر تصفحاً لليوتيوب في العالم، غير أن دراسةً حديثة ذهبت أبعد من ذلك، رئيس "جوجل إندستري" في دول الخليج العربي ألفونسو دي جيتانو، خلُص إلى أن السعودية :"حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في عدد المشاهدات ل"يوتيوب" في اليوم الواحد وذلك بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية والبرازيل، ووصل عدد مشاهدات "يوتيوب" في المملكة العربية السعودية إلى 90 مليون مشاهدة في اليوم الواحد، السعودية تتفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية في عدد المشاهدات للشخص الواحد، حيث يصل عدد المشاهدات للمستخدم الواحد في السعودية إلى أكثر بثلاث مرات من عدد المشاهدات للمستخدمين في أمريكا. السبب الوحيد في تفوق أمريكا في إجمالي عدد المشاهدات هو الفرق الكبير في التعداد السكاني بين البلدين"! القصة الأخرى علاقة السعوديين بتويتر، إذ ذكر الرئيس التنفيذي لشركة تويتر ديك كوستولو: "أن الشبكة الاجتماعية لديها 140 مليون مستخدم نشط، ونمو تويتر يأتي من مستخدمين في بلاد أخرى غير أمريكا، مثل الشرق الأوسط، والسعودية وحدها شهدت نموا3000 %"! نحن مجتمع حي، ومستقبله أمامه، ومثل هذه العلاقة القوية بالتقنية عنوان عنفوان شديد، والأثر لمثل هذا التغلغل بالتقنية والتمركز فيها سيكون كبيراً. ومن خلال احتكاكي بالجيل الجديد في الندوات والمحاضرات بالداخل والخارج أرى التحولات الكثيرة التي صبغت مجتمعنا السعودي، تحولات تذهب به نحو المعاصرة بدلاً من الماضوية، ونحو الإبداع بدلاً من التقليد، ونحو الحيوية بدلاً من الجمود. نعم أنا متفائل كثيراً ويجب أن أبقى كذلك، فالمستقبل أمامنا والرهان على جيلٍ جديد عنيد يبحث عن آفاقٍ نحو مستقبله.