لم يستطع بعض الأزواج التخلي عن "لمّة" أهاليهم على موائد إفطار شهر "رمضان"، إما لاعتيادهم على أجواء رمضان مع آبائهم وأشقائهم، وعدم الرغبة في الإفطار مع الزوجة لوحدها، وآخرون وجدوا أن أصناف طعام أهاليهم أشهى مما تطهيه زوجاتهم، ولا يقف الأمر لدى الأزواج فحسب، بل وحتى الزوجات فإن بعضهن يفضلن مجاراة شعور أزواجهن ويتناولن إفطارهن لدى أهاليهن، ولو في بعض الأيام من الشهر، حتى بات شعار بعض أزواج الجيل الحالي "كلٍ يفطر مع أهله"!. اجتماع الأسرة وقال "إبراهيم الحسين" إن لا أحد يمكن أن يتخلف عن إفطار في شهر "رمضان" في منزل أهله، ولا يمكن أن يتأخر أو يغيب أحد أشقائه أياً كان صغيراً أم كبيراً، مرجعاً سبب ذلك لأن أسرته تجتمع أكثر في ذلك الشهر، ولا يمكن تفويت يوم أو عدم حضوره من أجل التفاف الأسرة. حديثو الزواج وذكر "أبو أسامة" أن الرجل حديث الزواج قد لا يكون معتاداً على الإفطار لوحده في "رمضان"، ويحتاج إلى مشاركة والديه واخوته، وربما يكون أول أيام الإفطار لدى أهله، ولكن بعد مرور أسبوع قد يعتاد على الإفطار في منزله، والتأقلم يوماً بعد يوم، مشدداً على ضرورة أن يتأقلم الزوج على الإفطار في منزله مع زوجته دون الاستمرار بالإفطار لدى أهله. طعام الافطار مع الاهل يفضلة العرسان الجدد نوع معين واعتاد "أبو سلطان" على نوع معين من الاكل تقوم بتقديمه والدته له في هذا الشهر، يختلف عن تقديم الزوجة، لاسيما أنهما حديثا عهد بالزواج، ومهما طهت زوجته من أصناف الطعام فإنه يفضل الإفطار على مائدة أهله. اجتماع أسري ويرى "مازن الحميد" إلى أنه يحتاج إلى الاجتماع الأسري، وعدم البقاء مع زوجته في منزلهما وحيدين، مما يجعله يصطحبها إلى أهله لتناول الإفطار، مبيناً أن البعض يضع جدولاً يومياً لزيارة والدته والإفطار معها رغبة فيما اعتاد عليه من أجواء رمضانية لم يستطع تغييرها أو نسيانها، إلاّ أن هذا الأمر قد يؤثر على الزوجة في عدم استشعار نشاطها في الشهر، داعياً إلى إيجاد توازن بين مطالب الزوجين، دون إجبارها على أمر قد لا ترتاح له. منذ الصغر وقال "أبو هيثم": "منذ أن تزوجت إلى أن كبر ابنائي والسفرة الرمضانية لا تحلو وتتميز إلاّ في منزل والدي، ربما يكون في بعض الأيام دعوة إفطار من أحد الأقارب أو الأصدقاء، ولكنني وأبنائي لا نشعر بأجواء ذلك اليوم؛ لاعتيادنا على الإفطار في مكان معين دائماً". طقوس معينة وأرجع "فهد بن سليمان" إفطار الزوج لدى أهله، إلى أن الأجواء الرمضانية مختلفة الطقوس لدى أهله إلى جانب مجالسة الأهل، مبيناً أنه من الصعب أن يجتمع مع زوجته على مائدة إفطار لوحدهما، مما يجعلهما يفطران يوماً لدى أهله، والآخر لدى أهلها لكي تشعر هي الأخرى باليوم الرمضاني الذي اعتادت عليه هي الأخرى، ذاكراً أنه يكمل "رمضان" على مائدة أهله الرمضانية دون تردد. "كلٍ عند أهله" وذكر "فراس صالح" أن لشهر رمضان رونقاً خاصاً من الصعب أن يهيئه الشخص بنفسه، مما يجعل كثير من العادات تتغير لدى الكثيرين، مبيناً أن وجبة إفطاره الرمضانية دائماً تكون لدى أسرته كما كان معتاداً عليه منذ صغره، وإن رغبت زوجته الإفطار لدى أهلها فإنه لا يمانع لكي تشعر بنفس الشعور -على حد قوله-. إيضاح للزوجة وأوضح "أبو مشعل" أن بعض الزوجات قد يتضايقن جراء ذهاب أزواجهن للإفطار لدى أهاليهم، وربما يظنن أن ما يطهينه لا يتناسب مع أذواقهم، أو لا يعجبهم، مما يتطلب الإيضاح للزوجة ان ذلك الأمر ليس إلاّ عادة لا يستطيع تغييرها، وكما أن بعض الأزواج يحبذون الإفطار لدى أهاليهم فلا بد من منح الزوجة الحق ذاته من خلال الموازنة بين أهليهما. صعوبة تغيير وأرجع "عبدالرحمن بن ساير العواد الشمري" -مستشار في الشؤون الاجتماعية- سبب ما يفعله كثير من الأزواج بالذهاب إلى أسرهم لتناول وجبة الافطار في شهر رمضان؛ إلى ما ألفوه واعتادوا عليه خلال سنوات طويلة من حياتهم، لاسيما الأزواج الجدد عندما يكونون معتادين على طريقة معينة، واجتماع الأسرة، فيصعب عليهم التغيير والتأقلم مع حياتهم بشكل سريع. وأشار إلى أن "علم الإجتماع" يصنف تك الحالة على أنها من أشكال التفاعل التي يمارسها البعض، مبيناً أن بعض الأزواج ليس لديهم قدرة على الإنفصال النفسي عن أهاليهم، سواءً كان ذلك في رمضان أو غيره، خاصة في السنة الأولى من الزواج، داعياً إلى النظر للموضوع من زاوية الزوجة، حيث إن هناك زوجات غير مجيدات للطبخ، مما يجعل بعض الأزواج يقارنون في المائدة التي تصنعها زوجته، وما لدى أهله، فيفضل الذهاب إليهم ليجدوا ما يريدون من أصناف لذيذة، واصفاً ذلك بالدافع القوي. وأضاف: "إن الدور الاجتماعي يرسم من قبل الأسرة لابنها المتزوج، لما سيعمله، ويلتزم بأدائه بعد انتقاله إلى بيته الجديد، الأمر الذي يجعله حساساً تجاه نظرة أسرته تجاهه؛ ولذلك هو يحافظ على هذا التوقع أو الدور الذي يعتقد أنه سيعمله، فيحافظ على وجوده مع أسرته"، منوهاً أن رمضان كما هو معلوم يتميز بتوحيد وقت الإفطار والاجتماع، فيكون الجميع على سفرة واحدة في وقت واحد، وهذه الأجواء لا تتحقق غالباً في غير شهر رمضان، مما يدفع الكثيرين على حضور اجتمع أهاليهم، بدلاً من المكوث وحيداً مع زوجته. وشدد على أن اجتماع الأبناء في شهر رمضان يومياً على وجبة الإفطار له اثره على التكاتف وزيادة الارتباط بين أفراد الأسرة الواحدة، وتلّمس احتياجات بعضهم البعض، إلى جانب التقارب فيما بينهم، ومناقشة شؤونهم التي تخصهم، إضافة إلى تذكير بعضهم البعض بشيء من صلة الرحم لأقاربهم، وغير ذلك من الآثار، ولكن في المقابل يجب أن لا يكون ذلك على حساب الزوجات، لا سيما أن الزوجة تفرح أن يشاركها زوجها حين اعدادها سفرة الإفطار. ودعا "الشمري" إلى ضرورة تأهيل الأزواج من خلال إلحاقهم دورات تدريبية ترفع لديهم سقف الوعي، بحيث يكون لديهم تصورات متوازنة عن طريق التعامل مع بعضهم البعض، ومع أهاليهم كذلك، قائلاً "كم هو جميل أن نحث أولادنا على تناول الإفطار معنا، وكم هو أجمل أن نحثهم كذلك على مشاركة زوجاتهم الإفطار". وبيّن أن ذهاب الرجل بشكل مستمر له أثره السلبي على الزوجة، ومؤشر على وجود خلل عند الزوج أو الزوجة، إذا كان غير مبال ولا يتحمل مسؤوليات الزواج، وإذا كانت هي أيضاً لا تبالي بمسؤوليات زوجها وبيتها ومطبخها، مستشهداً ببعض الزوجات اللاتي لا يجدن إعداد الأطعمة بشكل مرضي لأزواجهن، مما يجعلهم يذهبون إلى بيوت أهاليهم بحثاً عما يريدون من أطعمة.