ولد في المدينةالمنورة سنة 1332ه وكان ذلك بشارة لوالده عن مولد أديب وكاتب وناقد ومطلع نشأ عزيز ضياء في المدينةالمنورة وتلقى تعليمه في مكةوالمدينة من ثم اشتغل بأعمال حكومية وصحافية. عزيز ضياء هكذا كان يسمي شخصه من أدباء المملكة العربية السعودية الذين طال باعهم في الكتابة والنقد والتثقيف. وهو كاتب يملك أسلوباً لولبياً قادراً على الجمع والتعمق والتفريق والضغط، هو في الكتابة مسهب مترسل مثل تولستوي، أو فرح انطون، ومثل قاسم أمين في الانطلاق الفكري وكان إذاعياً وتعد حرمه أول مذيعة سعودية أما الآن فابنته السيدة/ دلال عزيز ضياء مديرة إذاعة جدة (البرنامج الثاني). هكذا ترعرع الإعلامي الاذاعي في فكر وشخص عزيز ضياء وأسرته. بينما اختار ضياء ابنه الفن التشكيلي عملاً وموحياً لتفكيره. عزيز ضياء كاتباً ذهب كل مذهب في النقد بالذات في الصحافة.. صحافتنا السعودية فكان له عدة أعمدة من أهمها العمود المسمى ب(نشر وطي) في البلاد وعكاظ. لقد تابع باطلاعه على كافة الأنشطة الثقافية والأدبية والاقتصادية منذ الستينيات الميلادية حتى قبل وفاته في أول الحولية الثالثة في قرننا الحادي والعشرين الميلادي. كان يرصد في هذا العمود الملاحظات والقيم والمعاني والمواقف والأفكار كي يصلح خطأها ويقوم معوجها ويصحح ما رمى منه المؤلف من صحيح القول بينما هو في الواقع على خطأ بيّن. وظل هكذا سنين عديدة ولم يمل ولم يكل من الكتابة في وسائل الإعلام وبذات الصحافة والاذاعة كان في الاذاعة أيضاً يرسم لوحات فضائية وأطباقاً طائرة وأفكاراً شاردة وكلمات واردة. إنه صاحب الذخيرة المعنوية والتراث المقروء والمحفوظ والأدب الرصين والفكر الحصين.. ويأبى إلا أن يتابع ما ينشر وما يطبع في وسائل العطاءات الفكرية والثقافية والاجتماعية. وهذه حصيلة الاطلاع تلك والمحفوظات والقراءات والملاحظات. وأنت تكبره إذا جد في الموضوع أو تراجع إلى الحق الأدبي. أراد يوماً أن يتحف الساحة الأدبية بمشاركة عن (حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف) في مطبوعات صديقه الأديب عبدالعزيز الرفاعي المسماه بالمكتبة الصغيرة. أبدع في هذه الرائعة عزيز ضياء ووضع النقاط على الحروف في سيرة فكرية لابداع صديقه الأديب الحجازي ومذهبه في الحياة الأدبية والثقافية والنقدية. وقد ملأ الساحة بهذا الكتاب كرائعة من روائعه وعمل من أعماله وأدب من فنونه وشيء نقدي من انتاجه. أما العمل العظيم الذي قام به عزيز ضياء وكان علماً في رأسه نار كتابه (جسور إلى القمة) تحدث فيه المؤلف عن شخصيات وإعلام ورجال وعلماء وأدباء بما يكفي تأريخه التاريخي.. ونتاجه الانتاجي وأدبه الثقافي من هؤلاء الأشخاص الذين كتب عنهم المؤلف أحمد بن حنبل صور في الفصل العلم العلامة والفقيه الفهامة فكان عزيز معتزاً بما كتب عنه لأنه صال فيه وجال وبان عن صمود هذا الإمام في فتنة خلق القرآن وكانت لوحة علمية وفقهية وأدبية رسمها عزيز بكل معاني الابداع. كذلك أفرد فصلاً عن الخليل ابن أحمد الفراهيدي اللغوي والنحوي ظهر في خلاله علمه وثقافته. وكتب عن قادة الفكر الإسلامي عام 1972م، كتب ذلك واستطرد فيه عن حالة الركود التي شهدتها آنذاك ساحة الفكر الإسلامي وقد علل الكاتب ذلك إلى أسباب عقائدية ايمانية واجتماعية. وذلك في مجلة البلاد الأسبوعية التي احتجبت بعد أعداد قليلة وكانت تصدر عن مؤسسة البلاد الصحفية ويُدير تحريرها الأستاذ راضي صدوق وكان رئيس التحرير آنذاك الأستاذ عبدالمجيد شبكشي. نعم إنني أذكر هذا موقفاً ايمانياً للأستاذ عزيز حيث كتب في ذلك. وذكر اسماء بعض هؤلاء القادة الذين كانوا يملأون الساحة الفكرية دراسات وأبحاثاً وكتباً ومؤلفات. وقد سألته في لقاء معه منشور في العدد 133 من مجلة (الفيصل) عن الأدب بأشكاله الفنية المختلفة، هل هو ظاهرة عامة؟ فأجاب قائلاً: «بداية لا أدري معنى لأن يكون الأدب ظاهرة، إذ هو في الواقع بجميع أجناسه عطاء وأحاسيس، ونبض فكر، وإشعاع روح. لذلك لا أجد ما يبرر أو يسوغ أن تكون له صفة اجتماعية، إذ ان هذا العطاء فردي بطبيعته، ولكن كونه فردياً لا يمنع أن يكون له انتماؤه إلى المجتمع في حدود - انتبه - «اشترط أن تبتعد عن الالتزام لتنطلق في آفاق حرة، لا تتقيد إلا بالبواعث التي تحرك مشاعر الأديب، وتوقظ فيه.. إلخ». ويقول بعد ذلك: (يظل الأدب عطاءً يجب أن تتوفر له أجواء الحرية والقدرة على التعامل مع قضايا الفكر، دون قيد من أي نوع)!! ومن أقواله في هذا اللقاء: «الأديب يؤثر في المجتمع، والأمثلة على ذلك في العالم والتأريخ أكثر من أن تحصى.. أدباء من أمثال «فولتير» «مونتيسكيو» «جان جاك روسو» في فرنسا، هم الذين وجهوا المجتمع الفرنسي، وأثروا فيه وكان عطاؤهم وإبداعهم، هو المشعل الذي أضاء طريق فرنسا إلى الحرية، وإلى معايشة تلك المتغيرات الضخمة في حياتها.. إن أثر أولئك الإعلام الأوائل يظل هو القوة التي تحرك وجدان الفرنسيين وضميرهم وتغانيهم في الحفاظ على الحرية كمنهج في حياة لا سبيل إلى الانحراف عنه بأي شكل من الأشكال). مجلة الفيصل رجب 1408ه/ فبراير 1988م. ولكن هناك عمله الفعلي لحياته وسيرته فيها إنها (حياتي مع الحب والجوع والحرب) هذا العمل أخرجه الأستاذ عزيز في ثلاثة أجزاء يفصل فيه كيف عانى منذ الصغر من مصاعب هذه الحياة وشدائدها كيف أنه صمد مع أسرته وكان هناك شخص عزيز عليه صوره في الكتاب تصوير المصور للمجسم الذي يكاد يغمض أمامه الرؤية في واقع الأمر رجل عصامي رباه وأعانه على تعليمه وطلب الأدب إلى جوار النبع الحبي الكبير والطعام الذي يسد الرمق. ومع أنها قصة حياة الأستاذ عزيز الخاصة في كل تفاصيلها الأسرية والشخصية البحتة مع شيء أو أشياء كثيرة أيضاً تمس مشواره العملي والأدبي أيام القسوة والشدة والمشقة الطبيعية للحياة، فإن في مضامينها الموضوع الصريح والجريء في ذات الوقت. وقد ترجم أعمالاً روائية كثيرة عن أحوال المجتمعات الإنسانية العالمية مثل (العالم في عام 1984م لجورج اورويل وكتب لها مقدمة ضافية فإن منحى تفكيره كان منبهراً بالحياة والحضارة الغربية. ولعل حياته العملية الاذاعية والإعلامية مثل عمله في الاذاعة الهندية ورئاسته لتحرير جريدة «المدينة» هي حياته التي اشتهر فيها بالصيت الذائع والصوت الجهير وناهيك عن برامجه الثقافية والاذاعية السياسية في اذاعة جدة. ويظل عبدالعزيز ضياء هو الكاتب الذي رسم بصمة لا تمحي في مسار الزمن وساحة العمل ورأب الصداع النقدي للأعمال التي نشرت في حياته في الحجاز بل في المملكة العربية السعودية. وهناك أعمال كثيرة لدى الأستاذ عزيز - رحمه الله - وما لا يدرك كله لا يترك جله.