قال معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الشيخ عبدالرحمن السديس في مستهل هذا الشهر المبارك إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي بمكة يومي 26 - 27 رمضان إحساساً بالمسؤولية العظيمة وإطلاعاً بأعبائها الجسيمة وعملاً بقول الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) . وبين الشيخ السديس ان هذه الدعوة تمثل حرص خادم الحرمين - حفظه الله - على خدمة الإسلام والمسلمين وتوحيد صفوفهم في هذا الوقت الدقيق وسط المتغيرات المتلاحقة لمواجهة المخاطر التي ألمّتْ بالأمة الإسلامية من احتمالات التجزئة والفتنة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة. وشدد على ان هذا المؤتمر لبنة صالحة في استنهاض همم الأمة وقيادتها وخارطة طريق تضع الأمة على سبيل النهج الصحيح والعمل الدؤوب السليم الذي ينتشلها من أزماتها ويخرجها من مآسيها في تتويج بشرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة وليس هذا بمستغرب على نهج المملكة، التي دأبت منذ عهد المؤسس الإمام الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - على تحسس آلام الأمة وآمالها ورعاية قضاياها فقد دعا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى مؤتمر التضامن الإسلامي بمكةالمكرمة عام 1346ه، و هاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله –حفظه الله – يجدد هذه الدعوة المباركه وما ذلك إلا إحساس منه- وفقه الله- بحاجة الأمة إليه حاجة ماسة وشعور صادق وغيرة دينية وحمية إسلامية ونخوة عربية أصيلة تجمع ولا تفرق وتبني ولا تهدم وتعمل ولا تهمل وإن الأمة لتعلق على هذا المؤتمر العظيم الآمال العريضة والطموحات الكبيره وإن أعناقها لتشرئب نحو نتائجه المطمئنه وقراراته الصائبة وتوصياته الموفقه. الخزيم: الأمة تعيش مخاض أحداث جسيمة تستوجب الإسراع في المعالجة والتدارك وأكد الشيخ السديس أنه لا يخفى على الغُيُر أن أمتنا تعيش في زمن قد اشتدت فيه الخطوب والمحن، وتتابعت عليها الفتن والإحن، وكثرت فيه التشعبات، وزادت في جنباتها الأنّات والآهات، ودار كثير من الناس في أفلاكٍ سَيَّارَة، واتَّبَعوا أهواءهم دون عِلْم أو أّثَارة، فكانوا كمن يستعيذُ من الفَخّ بالخاتِل، ويستعين على الحياة بالقاتل، ويُضَارِب بلا رِبْح، وفي بهيم الليل يبحث عن صُبْح. وأضاف يقول لقد تزامن مع هذه الدعوة المباركة في هذا الشهر الكريم ومهدت له حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا، وهذا موقف كريم أغر من مواقف الاحسان والبر والتآزر والتلاحم بين المسلمين، فجزى الله خادم الحرمين خير الجزاء، ووهبه مزيد الفضل والعطاء، وزاد من همته القعساء، ومتعه بالصحة والعافية، وجعل أعماله ذخرا في موازين الحسنات، وزاد إلى رفيع الدرجات، وبارك هذه الدعوات الباهره، وجعلها زاهرة مثمرة ووحد بها صفوف المسلمين، وجعلهم آمنين مطمئنين، ومكن لهم في العالمين، وحمى بلادنا بلاد الحرمين والشريفين من كل سوء ومكروه، إنه على كل شيء قدير. من جانبه أكد معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكةالمكرمة يومي 26 و 27 رمضان الجاري تأتي استجابة لقوله تعالى (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))وقال في تصريح مماثل لقد وفق حفظه الله لهذه الدعوة بتوفيق الله لمقامه الكريم ثم لحكمته وبصيرته خاصة أن الأمة تعيش هذه الأيام مخاض أحداث جسيمة تستوجب الإسراع في المعالجة والتدارك بحكمة وسداد رأي في أحداثه ومخاطره. الخزيم وبين الدكتور الخزيم ان دعوة خادم الحرمين الشريفين تأتي لمؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي في هذا الظرف الخاص والصعب، مؤكدة بما لا يدع مجالاً للشك، أن خادم الحرمين ينظر بقلق إلى ما آلت إليه الأمور في عالمنا المسلم ويحس بمعاناتها، ويتطلع إلى إيجاد الحلول المنطقية العاجلة لإصلاح شأن المسلمين في أوطانهم ومجتمعاتهم، والعودة للأخذ بأسباب الوحدة في الصف والكلمة للوقوف بقوة أمام التيارات التي تسعى جاهدة لهدم ما تم بناؤه عبر عشرات السنين، ولصد كل المحاولات التي ما زالت تسعى لبث الفرقة والخلاف والاختلاف. وأوضح معالي الدكتور محمد الخزيم أن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون في الوقت الحاضر إلى اجتماع الكلمة وتضامنها وتعاونها ، وسيكون لعقد هذا المؤتمر في مكةالمكرمة وبجوار الكعبة المشرفة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك دلالات وفوائد عظيمة لأن قادة العالم الإسلامي سوف يدرسون أوضاع الأمة الإسلامية وما يواجهها من مشكلات أهم أسبابها التفرق والاختلاف واستغلال الأعداء لهذه البيئة وأني أدعو الله أن تعمل الدول الإسلامية مجتمعة على استثمار ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله والاستفادة من هذا اللقاء الذي يعقد في أيام مباركة وزمن مبارك ومكان مبارك. ودعا الله أن يكون لهذا المؤتمر الأثر الكبير إن شاء الله في تحقيق تضامن المسلمين في مواجهة التحديات التي تواجههم. وأضاف معاليه أننا نتألم حيث إننا نرى الأماكن التي تشهد قلاقل وإضطرابات على مستوى العالم أكثرها مناطق إسلامية من أفغانستان شرقاً إلى الدول الإسلامية في أفريقيا غرباً هذا فضلاً عن ما يشهده الشعب السوري من قصف وتدمير وما تشهده فلسطين وشعبها من احتلال غاشم للأراضي الفلسطينية من العدو الصهيوني. وأعرب معاليه عن تطلعه أن يحقق هذا المؤتمر ثماراً يانعة وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين الثاقبة التي تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين وجمع شمل الأمة وحقن دماء أبنائها.