أعلنت الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» عن عقد المؤتمر الديمقراطي المصري الأول يوم الخميس 7 يوليو بعد حل مشكلة مكان استضافته، حيث رفضت نقابة الصحافيين أن يعقد بداخلها، كما رفض عدد من الفنادق استضافته، إلى أن تمكنت الحركة من الحصول على موافقة ادارة فندق شبرد الذي يقع على شاطىء النيل بالقرب من وسط القاهرة على تأجير احدى قاعاته ليعقد المؤتمر فيها .ويناقش المؤتمر الذي دعا اليه نحو 500 شخصية من الشخصيات العامة والحزبية من مختلف التيارات والأحزاب وضع رؤية مستقبلية للحركة بمشاركة مئات الشخصيات العامة .وتحت شعار :«لاتسمح لهم بالإفلات من العقاب انهم لا يفرقون بين عرضي وعرضك كلها مباحة لهم .. كل أربعاء نُذكر الناس وأنفسنا بجريمة هتك الأعراض» تنظم «كفاية تظاهرة مساء غد «الأربعاء» أمام كنيسة العذراء، احدى أكبر الكنائس بحي الزيتون في شرق القاهرة وذلك في اسلوب جديد بدأت تتبعه «كفاية» لنقل تظاهراتها إلى مختلف مناطق وأحياء القاهرة . وقالت الحركة في بيان على موقعها على شبكة الانترنت : «لنحتشد أمام كنيسة العذرا بشارع طومان باي من أجل مستوى معيشة كريم وحياة أمنة لنا ولأولادنا .. إنزل محطة مترو «حلمية الزيتون» وتوجه يمينا ولو تهت اسأل عن كنيسة العذراء.. معروفة جداً هناك .. ستجدها في الشارع العمودي على المحطة تقاطع شارع طومان باي مع شارع سنان ونرحب باصطحاب العائلة معكم». ومن المتوقع أن تواجه هذه التظاهرة حشدا كثيفا من جانب الحزب الوطني لانصاره ذلك أن منطقة الزيتون هي دائرة النائب زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية المصري .وتشهد تظاهرات الحركات المعارضة والمنظمات الحقوقية في مصر حاليا أنماطاً جديدة تعكس جرأة من ينظمونها، وتعكس في الوقت نفسه طريقة جديدة للتفكير من جانب الحكومة وأجهزة الأمن التي تحرس المتظاهرين فقط ولاتقترب منهم، وهو ما أصبح مطبقا بعد التظاهرات التي خرجت في يوم 25 مايو الماضي يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور والتي شهدت بعض الاحتكاكات والتحرشات التي استغلتها المعارضة للضغط على الحكومة وأجهزة الأمن، اضافة إلى الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزارايس خلال زيارتها لمصر الاسبوع الماضي لأسلوب التعامل مع المتظاهرين ومن يخرجون إلى الشارع للتعبير عن رغبتهم في التغيير . وبدا ذلك واضحا من نقل «كفاية» تظاهراتها إلى الأحياء الشعبية مثل حي السيدة زينب، وحي شبرا ذي الكثافة السكانية العالية بشمال القاهرة، ثم وفي تطور مثير تظاهر المنظمات الحقوقية و«كفاية» أمام مبنى جهاز مباحث أمن الدولة في ميدان لاظوغلي بوسط القاهرة في أول من أمس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، وهو الجهاز المسؤول عن اعداد خطط مواجهة هذه التظاهرات . وكان شارك في هذه التظاهرة نحو مائة شخص من أعضاء جمعيات مناهضة التعذيب وحقوق السجناء ومنتمون إلى حركات معارضة مصرية على رأسها «كفاية» وكادت تتحول إلى مواجهة جديدة مع قوات الأمن حيث ضاقت أرصفة ميدان لاظوغلي بالمتظاهرين والإعلاميين الذين احتشدوا عليها، فاضطروا للخروج من السياج الأمني الذي فرضته قوات الأمن ونزلوا إلى الشارع مما أدى إلى توقف حركة المرور على مدى ساعتين . وشهدت التظاهرة بعض الاحتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي نتيجة انفلات أعصاب الطرفين وأصيبت إحدى المتظاهرات بحالة اختناق وتم نقلها إلى سيارة الإسعاف ليتم إسعافها ثم عادت لتواصل اشتراكها في التظاهرة فيما أمرت القيادات الأمنية المتواجدة داخل الميدان الجنود بضبط النفس وعدم رفع العصي في وجوه المتظاهرين .وقال المحامي محسن بهنسي مدير مكتب جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان في القاهرة إن اختيار ميدان لاظوغلي مكانا للتظاهر جاء متعمدا لوجود مقر جهاز أمن الدولة لأن هذا المكان هو مصدر تشريع منهجي للضباط لتعذيب المحتجزين السياسيين كما تم اختيار يوم 26 يونيو لهذه التظاهرة لتزامنه مع اليوم العالمي لمناهضة التعذيب .وأشار بهنسي إلى أن جمعيته لديها رصد كامل لحالات تم تعذيبها إما بالضرب أو الصعق أو الحريق داخل أقسام الشرطة، والخطير أن الظاهرة امتدت من المعتقلين السياسيين إلى المحتجزين على ذمة القضايا الجنائية .وقال مصدر أمني ل«الرياض» إن المتظاهرين غير مسموح لهم بالنزول إلى الشارع حتى لا تتعطل حركة المرور والشرطة توفر سيارات للاسعاف لكنهم يفتعلون أية مشكلة لإثارة الجنود لاستغلال وجود القنوات الفضائية التي تغطي التظاهرات . من ناحية أخرى تأجلت التظاهرة التي كان مقررا أن ينظمها حزب الوفد أمس أمام مجلس الشعب احتجاجا على تعديلات قوانين الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية لتخرج غدا الأربعاء متزامنة مع تظاهرة لحزب التجمع كنوع من التنسيق بينهما .