الحكومة السورية تقاتل ضد مَنْ؟.. معارضة محلية؟.. أم دول تؤيد هذه المعارضة؟.. أم مواجهة فتح أبواب لأزمات جديدة من أهمها استقلال لبنان بشكل حقيقي؟.. وهو مطلب عربي بمثل ما هو مطلب لبناني.. أم إغلاق الأبواب مع دول مجاورة يتم منها تسريب مَنْ يعتدي أو يعارض عند الآخرين في تلك الدول؟.. من الواضح عالمياً أن أي دولة تواجه ما يعرف ب «المعارضة» لا تدخل في مواجهات قتال شرسة، وإنما تعد بما هو مطلوب ثم تصل إلى ما يؤكد الاستقرار، وتكون استقالة الوزارة الحاكمة أمراً طبيعياً، وكان يحدث في سوريا قبل خمسين عاماً تقريباً.. أيضاً دول تأييد المعارضة لم يتمثل في دخول محاربين إلى سوريا ودعم مَنْ هو عاجز عن مواجهة جيش كامل القدرات، فما يحدث يتم بواسطة مواطنين لا يمكن أن يعرضوا أنفسهم لواقع مخاطر القتل والإبادات العسكرية الجماعية بحياة مواطنين أو طلبة أو أمهات هاربات إلى أقرب حدود للبحث عن إنقاذ الذات، فيما يضع مواطنون حياتهم معبر وصول لحرية بلادهم.. هل ستتحقق هذه الحرية؟.. وهل سيفرض الرئيس الحالي وجوده كرئيس دائم حتى تنتهي رئاسة أحفاد أحفاده؟.. لقد شاهدنا ما حدث في مصر.. كان هناك اعتراض شعبي على نظام حكم، لكن لم يوجد نظام عسكري يواجه ذلك الاعتراض بالقتل.. صحيح حصلت حالات دموية غير مشروعة لكنها لم تكن بين مواجهة ومعارضة، بل إن بعضهم أُدين وسُجن لعدم مشروعية ما فعل.. في سوريا هناك قتال معلن.. كامل الوضوح.. بين قدرة نظام عسكرية وبين مواطنين لا يجمعهم حزب واحد ولم يأتوا من نوعية انتماء طائفي محدد.. في الحقيقة؛ ما يحدث في سوريا هو في نفس الوقت شاهد انحدار في كفاءة المفاهيم، وشاهد غياب النزاهة إنسانياً وشرعياً في العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. إن عالمنا العربي ينحدر في معظم مساحاته داخل صيف حار.. بل قاتل.. في واقع تخلّف لا يشرف..