الفحوصات الوقائية هي أحد أهم أدوات الطب الوقائي للكشف المبكر عن الأمراض والسيطرة عليها قبل استفحال الأمراض وظهور مضاعفاتها. هذه الفحوصات يجب أن تكون مراجعة ومبنية على أبحاث طبية تثبت قدرتها على تشخيص الأمراض بفعالية وتبين تلك الأبحاث الأضرار المحتملة لتلك الفحوصات والفئة العمرية التي قد تستفيد أكثر من غيرها من هذا الفحص أو ذاك. كما تعطي تلك الأبحاث فكرة واضحة عن الجدوى الاقتصادية لتبني ذلك الفحص في المجتمع، فمثلا الدراسات الطبية وبشكل عام لا تنصح بالفحص الوقائي لمرض سرطان القولون بالمنظار قبل سن الأربعين والسبب في ذلك أن فعالية هذا الفحص قبل الأربعين ضعيفة مع وجود إحتمالية الضرر من هذا الفحص كما أن الجدوى الإقتصادية لهذا الفحص ضعيفة في هذه السن، أثبتت دراسات متعددة أن الإستعمال الأمثل للفحوصات الوقائية المبنية على أسس علمية له أثر كبير في تحسين الصحة العامة وهو ما يؤدي إلى خفض تكلفة الخدمات الصحية وتحسين جودتها، ولذا فيجب تثقيف أفراد المجتمع والعاملين في القطاع الصحي بتلك الفحوصات الوقائية وتسهيل تطبيقها والعمل بها. ولأهمية مفهوم الفحوصات الوقائية فإن كثيرا من الدول أنشأت مراكز وهيئات متخصصة تقوم بمراجعة الفحوصات المختلفة وتحدد الفحوصات المناسبة للجنسين والفترة العمرية التي يستحسن أن تجرى فيها تلك الفحوصات وتعمل على تطبيقها من قبل العاملين في القطاع الصحي وتراقب وتقيم العاملين في القطاع الصحي من حيث التزامهم بتطبيق الإجراءات الوقائية لمرضاهم. ومن تلك الهيئات الهيئة الأمريكية والكندية للإجراءات الوقائية والمركز الوطني للإمتياز السريري في بريطانيا، وفي ظني أن الوقت قد حان لإنشاء المركز السعودي للتميز السريري ليضع ويراجع القواعد الإرشادية للإجراءات الوقائية المبنية على الأبحاث العلمية ولتثقيف العامة والعاملين في القطاع الصحي بتلك الإجراءات وتسهيل ومتابعة تطبيقها مثل هذا المركز سوف يكون مرجعا مهما يؤدي إلى نقلة نوعية للصحة العامة في بلادنا، ويؤكد ريادة وقيادة المملكة للقطاع الصحي في منطقة الخليج والعالم العربي. * قسم طب العائلة وطب المسنين