فاجأت دائرة الطب الوقائي بالمنطقة الغربية في أرامكو السعودية زوار البرنامج الصيفي الذي اختتم فعالياته أمس "الأربعاء" بإجراء تطبيقات عملية لإنقاذ "المغمى عليهم" والأشخاص الذين يحتاجون إلى إنعاش سريع في حالات المرض الشديد. واستحوذ جناح "الطب الوقائي" على اهتمام الزوار والمصطافين بعد أن أعلن القائمون عليه أن مهمتهم تتلخص في الوقاية من الأمراض ومحاصرتها قبل وقوعها، مؤكدين أن أكثر من نصف مليون شخص من موظفي أكبر شركة نفط في العالم وأسرهم داخل المملكة يستفيدون من برامجهم التوعوية والتثقيفية، حيث قاموا خلال البرنامج الثقافي الذي جرى بالمركز الاجتماعي في حي الرحاب بجدة بتدريب وتأهيل "40" متطوعاً لنشر ثقافة الطب الوقائي. ووفقاً لسعيد موسى الزهراني مستشار الطب الوقائي بالمنطقة الغربية أرامكو السعودية فقد خصص قسم الطب الوقائي بأرامكو حصصاً تدريبية ومعلومات تثقيفية لأكثر من أربعين متطوعاً عن النشاط البدني والتغذية المناسبتين ومخاطر استخدام التبغ والتعرض للتدخين السلبي والوقاية منه خلال أيام المهرجان، فضلاً عن مهارات التواصل والتنظيم والتعامل مع التوتر بهدف تعزيز صحة المجتمع ورعايتهم من خلال زيادة وعيهم وتقويم سلوكياتهم. وبذلك سيصبح المتطوع الذي أكمل هذا التدريب بيئة اجتماعية فيما بينهم من زملاء وأصدقاء وحتى عائلات، لتتعزز من خلالهم المعايير والمواقف والسلوكيات الصحية في المجتمع، وإيصال هذه الرسالة من خلال المهرجان إلى المجتمع، حيث يشاهد الزائر في قسم الطب الوقائي نشاطاً تطبيقياً عن البرنامج، يشتمل على النشاط البدني الأمثل للإنسان في جميع المرحل العمرية والتمارين البدنية المختلفة المناسبة ومفهوم اللياقة البدنية بالنسبة للشخص العادي فهي المرتبطة بالمقدرة على القيام بأعباء الحياة اليومية بيسر وسهولة مع المقدرة على القيام بالجهد الطارئ عند اللزوم مع المحافظة على صحة جيدة ورضى نفسي بقدر ما هو ممكن. ويشير إلى أن تعداد عناصر اللياقة البدنية واختصارها العضلات "قوة، مرونة"، الجهاز الدوري التنفسي، الوزن والتركيب الجسماني، وأخيراً الوافق العضلي العصبي. فكلما ازدادت المقدرة على تحريك العضلات والمفاصل زادت المرونة وكلما ازداد نمو العضلات وتدريبها على تحمل الجهد ازدادت اللياقة من قوة عضلية ورشاقة ومقدرة على أداء حركات المتابعة السريعة، كما أن للجهاز التنفسي والقلبي دوراً مهماً في زيادة القدرة على أداء نشاط بدني والقيام بالأعباء الجسمانية، يضاف إلى ذلك أن اللياقة البدنية تتحسن وتتطور مع زيادة البنية العضلية وقلة الأنسجة الدهنية في الجسم والمحافظة على الوزن المناسب، ولا شك أن التوافق العضلي العصبي يتطور باكتساب القوة العضلية والمقدرة على أداء الحركات في أقصر زمن ممكن. ويؤكد الزهراني على أن أي جهد بدني يزيد في استهلاك الطاقة والحاجة إلى مزيد من الأوكسجين الذي يعتبر عنصراً مهماً في استمرار النشاط البدني ويتم توفير الكمية الكافية من الأوكسجين خلال القيام بالنشاط الرياضي بزيادة استيعاب كمية أكبر من الهواء وهذا يحدث فيما يطلق عليه الألعاب الرياضية الهوائية كالمشي والهرولة والسباحة وركوب الدرجات الهوائية، أما إذا غدت كمية الأوكسجين غير كافية لاستمرار النشاط الرياضي ويحدث هذا بسبب بذل جهد يفوق المقدرة الجسمانية فتتم عملية تزويد الجسم بالطاقة بعملية احتراق لا هوائية حيث يتم تحلل السكر بغياب الأوكسجين كما يحدث في المراحل الأخيرة من السباقات. وقدم مختصون في التثقيف الصحي من أرامكو السعودية ومن المتطوعين الذين تم تدريبهم فحوصات للزوار شملت فحص الطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون في الجسم وضغط الدم وعمر الرئة ومستوى أول أكسيد الكربون، كما قمنا ايضا بالتطبيق العملي لأكثر من 3000 دورة مصغرة على رأس كل نصف ساعة وللمجموعات الصغيرة بعمل وتطبيق وكيفية إنعاش القلب الرئوي للكبير والصغير وتثقيف الجمهور عن آلية الإنعاش في حال وجود غصة وكما قمنا ايضا بتقديم الصحة البدنية للزوار من خلال التوعية وأداء المهام اليومية براحة وقمنا بتطبيق مهارات الألعاب البدنية والحركية حيث كان هذا الجانب تفاعلياً وحركياً مع الجمهور. وقد زار قسم الطب الوقائي بالبرنامج أكثر من 25 آلاف زائر، كما أن إدارة الخدمات الطبية قسم الطب الوقائي - ينقسم إلى أربع وحدات، هي: وحدة التعليم والتثقيف الصحي، وحدة الأمراض الوبائية، وحدة حماية البيئة، وأخيراً الطب المهني. ويشدد الزهراني على أن الطب المهني أحد أهم التخصصات في القسم، باعتباره معنياً بصحة موظفي الشركة العاملين في مجالات الصحة المهنية والسلامة المهنية وإصحاح بيئة العمل بهدف الحفاظ على صحة وسلامة المنتجين في مختلف المهن والحد من إصابات العمل وأمراض المهن بما يدعم العملية الإنتاجية ويهدف القسم إلى تقديم المشورة والرأي في كل ما يتعلق بتشخيص الأمراض المهنية وتقديم بيئة العمل لكل قطاعات العمل. وكما هو معروف أن المهنة التي يمارسها الإنسان تؤثر في شخصيته وأساليبه وتفكيره، وأيضاً في أمراضه واضطراباته الجسدية منها والنفسية، كما أن هناك "أمراضاً مهنية" يتعرض لها الأشخاص الذين يمارسون مهنة معينة، وبنسب تفوق معدلات هذه الأمراض عند عموم الناس، وتستهدف الشركة ضمان أعلى مستوى من الإنتاجية التي تعتمد على صحة الموظفين، ويدرس الطب المهني أنواع الأمراض والاضطرابات المرتبطة بمهنة معينة، محاولاً فهم الآليات الإمراضية والمسببات المرضية وطرق الوقاية الممكنة أو طرق التخفيف من نسب حدوثها من خلال إجراء تعديلات تقنية أو كيميائية وقائية أو غير ذلك. كما يقدم قسم الطب المهني خدمات مختلفة للشركات تتضمن إجراء فحوص ما قبل التوظيف والفحوص الدورية التي يحتاجها الموظفون. مستشارو الطب الوقائي بأرامكو السعودية في جدة يتوسطون المتطوعين والمتطوعات