قال الشاعر المصري على الجارم (1881 - 1940) قصيدة طويلة مرّت علينا في الثانوية. وكنا ننشد نبض العروبة ونقيسه بما نقرأ من شعراء الشام ومصر والعراق والمغرب واليمن. من بين ما يدقّ أبواب البال قصيدة الجارم التي منها: تذوب حشاشات العواصم حسرة إذا دميت من كف بغداد إصبع ولو صدعت في سفح لبنان صخرة لدك ذرى الأهرام هذا التصدع ولو بردى أنت لخطب مياهه لسالت بوادي النيل للنيل ادمع ولو مس رضوى عاصف الريح مرة لباتت لها أكبادنا تتقطع أولئك أبناء العروبة ما لهم عن الفضل منأى أو عن المجد منزع ومما يجعل المرء يستعيد هذا التفاؤل الذي سطره الجارم وغيره، هذا الزخم الذي رأيناه عند الدعوة للتبرع لنجدة أهلنا في سوريا. وفي ذات الوقت تدعو الحال إلى البكاء - لو بقي في مآقينا دمع - على المرحلة، أو لنقل على العقدين الماضيين. وكأن واقعنا قد حُسم أمره ليعيش الدم والحزن. قال الشاعر الكبير سليمان العيسى (من سوريا): إلى اليوم.. هل سالت سواقي دمائنا لتُرجعنا في كلّ مذبحة قرنا؟ لكنه تفاءل وقال: لأغنيتي طعم الدمار.. ولم أكن لأُغمض عن ميلاد سوسنة جفنا فعلا.. وهذا الذي رأيناه عندما جاء نداء الأخذ بيد أهلنا في الشام.