عقب لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية مؤخرا في القاهرة، طرحت الأوساط السياسية في اسرائيل سؤالا عن طبيعة توجه حركة حماس في المستقبل بعد أن تولت جماعة الإخوان المسلمين الحكم في مصر، وكان السؤال: هل يستطيع الرئيس المصري أن يؤثر على التوجه السياسي والعسكري لحماس ويدفعها لتكون حزبا سياسيا بعد أن كانت ولسنوات حركة عسكرية جهادية مسلحة حاربت اسرائيل وكبدتها الكثير من الخسائر؟ حركة حماس مرتبطة ارتباطا عقائديا وتنظيميا بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولن يكون لها خيار أو اتجاه يختلف عن اتجاه الحركة الأم، وقيادة الإخوان التزمت بمعاهدة السلام، واعلنت احترامها لجميع الاتفاقيات الموقعة بين القاهرة وتل ابيب وهو التزام لا رجوع عنه، بل إن الجماعة سوف تذهب إلا ما هو أكثر من ذلك وتسحب فرعها في قطاع غزة إلى خيار الهدوء، والابتعاد عن سياسة التصعيد مع الجانب الاسرائيلي، حتى لا تقع الجماعة في حرج كبير، يضعف قوة التزاماتها العقيدية والتاريخية من جهة ويضرب مصداقيتها السياسية من جهة أخرى، ولكي تعالج جماعة الاخوان هذا الحرج أمام جمهورها الذي ينتظر منها موقفا قويا لإنهاء المأساة الفلسطينية، سوف تعمل كجمعية خيرية في الأراضي المحتلة وتقدم الخدمات الانسانية، وسوف تبتعد وفقا لالتزاماتها عن دعم خيارات المقاومة المسلحة. ولرئيس المكتب السياسي لحركة حماس موقف يخدم هذا الاتجاه؛ فعندما كان في القاهرة قدم عرضا حسب صحيفة روز اليوسف لمرشد جماعة الاخوان الدكتور محمد بديع يتضمن خطة عمل تؤدي الى انهاء العمل العسكري الذي تتبناه حماس وفي مدة لا تتجاوز العام، وبموجب هذه الخطة سوف تعلن حركة حماس عن استعدادها تقليص كمية السلاح الذي بحوزتها الى ان تتخلص منه، مقابل التزام اسرائيل بوقف العمليات ضد الحركة، كما تتضمن الخطة التزام حماس بقطع علاقتها مع المجموعات السلفية الجهادية في سيناء، والتحول التدريجي الى حركة سياسية بدون جناح عسكري، ولم يخلُ لقاء السيد مشعل مع المرشد من طلب التعاون مع واشنطن، وحث المرشد على التوسط عند البيت الأبيض للضغط على اسرائيل للإفراج عن 220 معتقلا من اعضاء الحركة، ويدور الآن في الأوساط الإعلامية في مصر ان السيد مشعل اقترح تقديم معلومات مفصلة عن منظومة القوات السورية، وهي معلومات على حد قول خالد مشعل كفيلة بأن تحسم المعركة لصالح الثوار في سورية، وحسب هذه المصادر فإن الدكتور محمد بديع وعد بالاتصال بالادارة الامريكية من خلال أحد ممثلي الاخوان المسلمين الذين يعملون في القيادة العالمية للجماعة. كل هذه المؤشرات تؤكد أن حركة حماس لا خيار أمامها غير خيار الجماعة الأم التي اختارت السلام وابتعدت نهائيا عن الخيارات العسكرية، فهل تستطيع جماعة الإخوان المسلمين أن تدفع حركة حماس على الاعتراف بإسرائيل، بعد أن فشلت منظمة فتح في ذلك وقبلها الرئيس ياسر عرفات؟ هذا ما تؤكده الجماعة وتنتظره واشنطن.