تضم مدن وقرى المملكة عدداً لابأس به من المشاريع والمواقع السياحية التي تستطيع المملكة من خلالها جذب السياح السعوديين المتجهين للخارج نحو السياحة الداخلية خصوصاً أن إحصاءات الهيئة العامة للسياحة والآثار تبين أن إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية بلغ حوالي 36 مليارا في عام 2011م، وذلك متى ما توفر عاملان مهمان هما القدرة على التنظيم، والتسويق السياحي الجيد. وفي الحقيقة رغم الجهود المميزة والكبيرة التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار نحو الرقي بقطاع السياحة إلا أن تطوير السياحة الداخلية يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً للوصول إلى مرحلة متقدمة، ومايبهج النفس أن الهيئة تبنت بحسب علمي عدداً من البرامج والمشاريع السياحية التطويرية، لعلي أذكر منها: - مشروع تنمية القرى والمواقع التراثية ويستهدف هذا المشروع الاهتمام بالتراث العمراني في القرى والمواقع الأثرية بإعادة تأهيلها والاستفادة منها ثقافياً واقتصادياً. - برنامج تطوير مرافق الإيواء السياحي يعنى يإيجاد هيكلة ملائمة وتصنيف محدد للمرافق وتطويرالأمن والصحة العامة وفحص معايير السلامة لمنشآت الإيواء والربط الالكتروني وتطوير قاعدة معلومات موحدة. ومع إيماني التام بأن مشاكل القطاع السياحي ليست غائبة عن مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار إلا أنني أعود وأؤكد أهمية تنظيم السياحة الداخلية من خلال مراقبة الأسعار وإعادة تقييم الأسعار الحالية والاهتمام بتطوير المشاريع السياحية ودعم إقامة شركات تنظيم سياحي تقوم بتنسيق رحلات سياحية داخلية ويتاح لها استثمار بعض المواقع السياحية في المدن والقرى وإقامة مهرجانات ومعارض سياحية. أيضاً في جانب التنظيم السياحي ينبغي الاهتمام بالسياحة الالكترونية وذلك نظراً لارتفاع نسبة إسهام السياحة الالكترونية فى إجمالي التجارة الإلكترونية الدولية، ولما لها من أثر كبيرفي زيادة النمو السياحى، وتطوير المنتج السياحي وظهور أنشطة سياحية جديدة من خلال قياسات الرأي التي تمكن من معرفة التوجهات السياحية المفضلة والخدمات الأساسية والمكملة التى يحتاجها السائحون. من جانبٍ آخر ينبغي تسويق المشاريع السياحية بشكلٍ مكثف وذلك من أجل خلق رغبات ودوافع نحو جذب أكبر عدد ممكن من طالبي هذه المشاريع والمنتجات السياحية. *متخصص في التخطيط العمراني