يضع المنتخب الاميركي نصب عينيه تأكيد هيمنته المتجددة عندما يخوض اعتبارا من الاحد غمار مسابقة كرة السلة للرجال التي قد تشكل المشاركة الاخيرة للكثير من نجومه الكبار اذا ما التزمت رابطة الدوري الاميركي للمحترفين بمشروع حصر المشاركة في النسخات المقبلة باللاعبين الذين لا تتجاوز اعمارهم الثالثة والعشرين. ويدخل المنتخب الاميركي الى ألعاب لندن بمظهر مختلف عما كان عليه الوضع في بكين 2008 اذ استعاد هيبته تماما بعدما تربع مجددا على العرش الاولمبي واحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الاسباني بطل العالم لعام 2006 في المباراة النهائية، ثم اكد انه استعاد بريق الماضي حين توج بعد عامين بطلا للعالم على حساب المنتخب التركي المضيف وذلك للمرة الاولى منذ 1994، رافعا رصيده الى 4 القاب عالمية (توج عامي 1954 و1986 ايضا). لكن واقع كرة السلة الجديد اثقل كاهل الاميركيين الذين فشلوا في تحقيق افضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في انديانابوليس عام 2002 حيث كان اللقب صربيا، ثم اكتفوا بالمركز الثالث في اولمبياد اثينا 2004 فيما كان اللقب ارجنتينيا، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان عام 2006 حيث توج الاسبان باللقب. دفعت هذه الاخفاقات القيمين على المنتخب لأن يأخذوا منافسيهم على محمل الجد فوضعوا برامج تدريبية مكثفة انطلقت منذ مونديال اليابان بقيادة مايك كرشيشفسكي، مدرب جامعة ديوك التي تعتبر من افضل الجامعات في تصدير اللاعبين المميزين الى دوري المحترفين. ولم يكن اختيار كرشيشفسكي وليد الصدفة اذ انه يعرف ماهية اللعب بقوانين الاتحاد الدولي لكرة السلة لتشابهها الى حد كبير بقوانين دوري الجامعات. ولن يكون مشوار تأهل المنتخب الاميركي الى الدور ربع النهائي من لندن 2012 صعبا جدا كون المجموعة الاولى التي وقع فيها تضم المنتخبين التونسي بطل افريقيا الذي يشارك للمرة الاولى، والنيجيري الذي تأهل عبر الدورة تأهيلية التي اقيمت في كاراكاس. لكن المنافسة ستكون حامية مع كل من الارجنتين وفرنسا وليتوانيا. وستكون الانظار موجهة الى ليبرون جيمس، والى ثنائي اوكلاهوما سيتي ثاندر راسل وستبروك وكيفن ديورانت اضافة الى نجم ليكرز كوبي براينت. وستكون اسبانيا المرشحة الاقوى لحسم صدارة المجموعة، لكن لا يمكن الاستهانة بالبرازيل وروسيا. واوقعت القرعة المنتخب الاميركي في المجموعة الاولى مع انغولا والصين وكرواتيا وتشيكيا وتركيا، فيما ضمت الثانية استراليا (فضية بكين 2008) وروسيا (البرونزية) والبرازيل وكندا وفرنسا وبريطانيا. وترجح التوقعات ان يستمر في لندن الترتيب النهائي الذي آلت اليه المنافسات في بكين مع احتمال تبادل المواقع بين روسيا واستراليا.