تبدو أوراق المنتخب الإسباني لكرة السلة قوية وكافية للمحافظة على لقبه في بطولة العالم التي تنطلق السبت في تركيا وتستمر حتى 12 أيلول (سبتمبر) المقبل. ويخوض المنتخب الإسباني المنافسات بتشكيلة متكاملة لا يغيب عنها سوى بو غاسول أفضل لاعب في بطولة العالم الاخيرة. لكن الفريق الحالي يضم ريكي روبيو أحد أبرز اللاعبين الواعدين. في المقابل، يسعى المنتخب الأميركي، الذي يغيب عنه أبرز نجومه أمثال ليبرون جيمس ودواسين وايد وكوبي براينت ويعتمد على لاعبين شبان لا يتعدون ال21 من أعمارهم، في إحراز اللقب للمرة الأولى منذ عام 1994، لكن مهمته لن تكون سهلة. وكان المنتخب الأميركي استعاد هيبته بعد أن توج بالذهبية في أولمبياد بكين عام 2008. ويتوقع أن تنافس على اللقب بقوة أيضاً منتخبات تركيا واليونان والأرجنتين. وتوزعت المنتخبات ال24 على أربع مجموعات من ستة منتخبات. ووضعت القرعة الأرجنتين وصربيا وأستراليا وألمانيا وأنغولا والأردن في المجموعة الأولى. وضمت الثانية الولاياتالمتحدة وسلوفينيا والبرازيل وكرواتيا وإيرانوتونس، والثالثة اليونان وتركيا وبورتوريكو وروسيا والصين وساحل العاج، والرابعة إسبانياوفرنساوكندا وليتوانيا ونيوزيلندا ولبنان. وبعد الدور الأول الذي سيقام بنظام الدوري، تتأهل المنتخبات الأربعة الأولى من كل مجموعة إلى ثمن النهائي الذي يقام بطريقة خروج المغلوب وصولاً الى النهائي. وتستضيف مباريات البطولة مدن أنقرة (أنقرة أرينا - المجموعة الثالثة) وقيصري (قادرهاس أرينا - المجموعة الأولى) واسطنبول (ملعب عبدي ايبيكي - المجموعة الثانية وأولمبيك دوم -الأدوار الإقصائية) وإزمير (قاعة هالكابينار الرياضية - المجموعة الرابعة). وسيشهد الدور الأول مواجهات تحمل طابعاً سياسياً منها لقاء الولاياتالمتحدة مع إيران، علماً أنهما تواجها سابقاً في بطولة العالم إنما بلعبة كرة القدم عام 1998 في فرنسا، عندما فازت ايران 2-1. كما ستتجه الأنظار إلى لقاء الجارتين اللدودتين تركيا واليونان. ولا شك أن مهمة المنتخبات العربية الثلاثة المشاركة ستكون صعبة للغاية، بحيث سيتواجه الأردن مع الأرجنتين وصربيا وألمانيا، وتونس مع الولاياتالمتحدة وسلوفينيا، ولبنان مع إسبانياوفرنسا التي تبحث عن الثأر منه بعدما أسقطها عام 2006 في المونديال الاخير الذي أقيم في اليابان بنتيجة 74-73. وانطلقت مسابقة كأس العالم عام 1950 في الأرجنتين التي احرزت لقبها قبل أن تصل إلى نسختها ال16 المقررة في تركيا. وتناوب على إحرازها منتخبات الاتحاد السوفياتي، يوغوسلافيا والولاياتالمتحدة (3 مرات)، البرازيل وصربيا (مرتان)، إسبانيا والأرجنتين (مرة واحدة). ويتأهل بطل المسابقة مباشرة الى نهائيات دورة لندن الأولمبية 2012. لبنان ستكون مشاركة منتخب لبنان للمرة الثالثة توالياً من باب ترسيخ اسمه على الساحة الدولية والسعي إلى التأهل للمرة الأولى إلى الأدوار الاقصائية. ويستهل مشواره السبت بلقاء كندا. وكان لبنان تلقى بطاقة دعوة "وايلد كارد" من الاتحاد الدولي "فيبا" تخوله المشاركة في النهائيات بعد تلبيته لعدد من الشروط المفروضة من الاتحاد الدولي. كما منح الاتحاد ثلاث بطاقات أخرى لكل من روسيا، ليتوانيا وألمانيا. وكانت منتخبات ايران، الصين والأردن تأهلت مباشرة للنهائيات عن القارة الآسيوية بعد حلولها في أول ثلاثة مراكز خلال البطولة القارية ال25 التي أقيمت في مدينة تيانجين الصينية في آب (أغسطس) 2009، والتي حل فيها المنتخب اللبناني في المركز الرابع بعد خسارته أمام الاردن 66-80 في مباراة تحديد المركز الثالث المؤهل، وقبلها امام الصين في نصف النهائي. واستعد لبنان للنهائيات بمشاركته في كأس "وليام جونز" الشهر الفائت في تايوان حيث حل وصيفاً، ثم أحرز بطولة النخبة الآسيوية الثالثة "ستانكوفيتش" منذ أقل من أسبوعين على أرضه، حيث لم يخسر أي مباراة وسحق اليابان في المباراة النهائية 97-59، قبل أن يختتم استعداداته بخوض دورة "ايفيس" الرباعية في تركيا حيث فاز على كندا 88-76، وخسر أمام تركيا والأرجنتين. من جهته، يعاني منتخب كندا الذي يغيب عنه نجم "أن بي أي" الموزع ستيف ناش، جمال ماغلوار وصامويل دالمبرت، من اصابة لاعب نيويورك نيكس الجديد المسدد أندي راوتنز ابن المدرب ليو راوتنز في ركبته خلال مباراة فرنسا التحضيرية، كما أصيب المهاجم جرماين بوكنور في كاحله، وأرون دورنيكامب، اذ ضرب فيروس بعثة المنتخب الكندي حيث عانى لاعبوه من الإسهال بحسب قول المدرب راوتنز. ويعتمد مدرب منتخب لينان النيوزيلندي توماس بالدوين على نخبة لاعبي بطولة لبنان كالقائد فادي الخطيب والموزعين روني فهد وعلي محمود والجناحين ايلي رستم وجان عبد النور، فضلاً عن لاعبين من أصول لبنانية مثل مات فريجي وعلي كنعان، ولاعب الارتكاز الاميركي المجنّس جاكسون فرومن. وبرز في المباريات الأخيرة مات فريجي (28 سنة و2.06م) الذي يتمتع بقدرة تسجيلية لافتة، وهو حمل ألوان نيو أورلينز هورنتس (2004-2005) واتلانتا هوكس (2006-2007) في الدوري الأميركي للمحترفين. كما تنقل بين أندية اولمبياكوس اليوناني وبروخوس دي غواياما البورتوريكي وارتلاند دراغونز الألماني وفوجيان الصيني وكريولوس دي كاغواس البورتوريكي، قبل تعاقده مع الرياضي اللبناني. وسيحمل فرومن (29 سنة و2.08 م) الملقب ب"جاكس"، شعلة الارتكاز التي تركها العملاق جو فوغل، صاحب الفضل الكبير في انجازات لبنان على الساحتين القارية والعالمية. ولعب فرومن، وهو نجل بريت فرومن لاعب يوتا جاز السابق، مع فريقي فينيكس صنز ونيو أورلينز هورنتس، حيث سجل 17 نقطة في سلة سان انطونيو سبيرز خلال احدى مباريات الدوري عام 2005. كما نال لقب أفضل لاعب في بطولة الأندية الآسيوية 2009 مع فريق مهرام الايراني الذي احرز اللقب في العاصمة الإندونيسية جاكرتا. واحتل لبنان مركز الوصيف في بطولة آسيا 2001 في مدينة شنغهاي الصينية أمام الصين 63-97، ما فتح له باب التأهل إلى بطولة العالم للمرة الأولى في تاريخه والتي أقيمت في انديانابوليس في الولاياتالمتحدة عام 2002. وفي عام 2005 كرر لبنان النتيجة عينها في العاصمة القطرية الدوحة أمام الصين أيضا 61-77، ما أهله إلى بطولة العالم 2006 في اليابان، والتي شهدت فوزه على فرنسا 74-73 في الدور الاول وفوز اسبانيا باللقب لاحقاً. الأردن وينظر الأردنيون إلى مشاركة منتخبهم على أنها تشكل حدثاً تاريخياً يتوج سلسلة انجازات كرة السلة الأردنية على امتداد عقود. ويظهر المنتخب الأردني للمرة الأولى على هذا المستوى العالمي الكبير، بعد أن بلغ قبل 15 عاماً نهائيات كأس العالم أيضاً انما على مستوى الشباب في اليونان. ويبدأ المنتخب الأردني مشواره السبت بلقاء استراليا قبل مواجهة أنغولا في اليوم التالي، ويعلق آمالاً واسعة على هاتين المباراتين كبوابة لتجاوز حدود الدور الأول عن المجموعة الأولى، التي يلعب فيها أيضاً مع صربيا الاثنين ثم الأرجنتين وألمانيا الأربعاء والخميس المقبلين. وتضم تشكيلة الاردن 12 لاعباً اختارهم المدرب البرتغالي ماريو بالما الذي كان قاد أنغولا إلى أكثر من ظهور في نهائيات كأس العالم السابقة، لكنه يؤكد انه ذاهب إلى البطولة بطموح العودة برأس مرفوع، معترفاً في الوقت ذاته بصعوبة المهمة أمام منتخبات كبيرة، ويؤكد ثقته بلاعبيه وقدرتهم على تحقيق النتائج الجيدة. وتتألف التشكيلة من: زيد الخص وايمن دعيس وزيد عباس ومحمد حمدان وسام دغلس وانفر شوابسوقة وسام الصوص وموسى العوضي وعلي جمال ومحمد شاهر وفضل النجار، والمجنّس الأمريكي راشيم رأيت، فيما يفتقد بالما جهود لاعب الارتكاز إسلام عباس بداعي إصابة شديدة تعرض لها هذا الشهر خلال بطولة ستانكوفيتش في لبنان. ويتفق زيد الخص وأيمن دعيس وهما اللذان شاركا كذلك في كأس العالم للشباب في اليونان عام 1995 على أن المشاركة في تركيا وعلى هذا المستوى الكبير ينبغي أن تشكل بداية مسيرة وصولاً إلى "لندن 2012"، فيما يخشى بعضهم أن يشكل مونديال تركيا نهاية حزينة لمشوار طويل ولجيل من اللاعبين ينظر إليه في الشارع الأردني على انه الجيل الماسي للعبة، بعدما قاد مراد وهلال بركات وسمير نصار وسمير مرقص ويوسف زغلول ومروان معتوق وغيرهم العصر الذهبي، وتحديداً في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وتولي اللجنة الاولمبية الأردنية التي يرأسها الأمير فيصل بن الحسين أهمية خاصة بمنتخب كرة السلة الذي أوصل الرياضة الأردنية إلى أجواء العالمية. وينظر الأمير فيصل إلى منتخب السلة كواجهة مشرفة للرياضة الأردنية ويعده تتويجاًً لنجاحات اللجنة الأولمبية التي أنفقت في السنوات الماضية ملايين الدولارات على إعداده. أما مروان جمعة الذي تولى أخيراً رئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون اللعبة بعد حل اتحادها منذ العالم الماضي، فيعتبر أن تأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم حالة افتخار وطني. وشدد جمعة وهو وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحكومة الحالية، وكان لاعباً سابقاً وعضواً في اتحاد اللعبة، خلال لقائه بلاعبي المنتخب بعد أخر حصة تدريبية في عمان قبل سفرهم إلى تركيا، على أهمية بذل أقصى جهد ممكن في كأس العالم لإظهار صورة مشرفه عن كرة السلة الأردنية والعربية والآسيوية. واستعد منتخب الاردن جيداً لخوض غمار النهائيات من خلال سلسلة مباريات ودية ومعسكرات محلية وخارجية والمشاركة في سلسلة من بطولات ودورات، وقد لعب على امتداد الأشهر الثلاثة الماضية 30 مباراة، حقق الفوز في 22 منها مقابل 8 هزائم. وآخر استعداداته كانت في بطولة كرواتيا الدولية، حيث فاز على نيوزيلندا 65-62 في مقابل خسارتين أمام روسيا 63-83 وكرواتيا 75-85. تونس ومنذ أن ضمنت تونس مقعدها في تركيا بعدما حلت ثالثة في بطولة افريقيا العام الماضي، يواصل المدربون واللاعبون تشديدهم على أهمية اللعب الجماعي، بحسب المدرب عادل التلاتلي الذي أوضح أن التشكيلة "لا تملك مهارات فردية، لكننا عوضنا ذلك من خلال عملنا الجماعي، ويمكننا أن ننافس ضد أفضل المنتخبات". وأمل قائد المنتخب أمين رزيق أن يثمر الإعداد نتائج جيدة، وذلك من خلال التركيز على مهارات تغني الافتقاد إلى عناصر من ذوي القامات الفارعة. وعلى رغم صعوبة المهمة خصوصاً أمام سلوفينيا (السبت) التي بلغت نصف نهائي بطولة أوروبا العام الماضي، والولاياتالمتحدة، يتطلع التونسيون إلى التحدي وامتحان أنفسهم ضد الأفضل في العالم. ويضيف رزيق: "هذا المنتخب مشكل منذ خمس سنوات. بلغنا مستوى آخر مع كأس العالم، وانه تحد حقيقي بالنسبة إلينا".