سجل البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل (حافز) حضوره الأول في أول رمضان له في هذا العام ، حيث كان حاضراً على موائد الإفطار في وسط نسبة كبيرة من ذوي الدخل المتوسط والمحدود ، وكان للمستفيدين مشاركة فعلية في مساعدة ذويهم وتموين منازلهم لهذا الشهر الذي يشهد نسبة تسوق للمواد الغذايئة توازي إضعاف باقي شهور العام ، وبذلك كانوا خير معين لأهاليهم في ظل زيادة واضحة لارتفاع الأسعار التموينية ومعظم الاحتياجات اليومية للحياة. العديد من المستفيدين من حافز ، أكدوا مشاركة أسرهم في المساعدة اليومية على قدر العطاء الذي حصلوا عليه من الدولة ، وأن كان نسبة منهم حرصوا على تجميع مكافأة الدولة لافكار بسيطة وحاجات كانوا يحلمون بها ، وساعدتهم هذه المكافأة على تحقيقها ، فهناك من كان يحتاج جهاز حساب أو جوالا حديثا أو الترشيد لإنفاقها للشهور المقبلة ، خاصة وأن حافز لن يصرف للمستفيد أو المستفيدة أكثر من عام ، وهناك شروط أخرى عديدة توقف الصرف ، ومن أهمها الحصول على فرصة عمل وبلوغ عمر المستفيد 35 سنة. ولكون نسبة الإناث من إجمالي المستفيدين ، حسب إحصائيات وزارة العمل لشهر رمضان الحالي 86 % ، في حين الذكور 14 % ، فعطفاً على ذلك الاحتياجات النسائية أكثر رواجاً وإنفاقا ، ونسبة منهن حرصن على مساعدة ذويهم في المتطلبات اليومية على قدر ما تيسر لهن ، كما أن الكثير من الفتيات أكثر حرصاً على تجميع مكافأة حافز لأكثر من شهر لتحقيق آمال بسيطة ترسم كل شهر على هذا البرنامج ، الذي جاء لهن في وقت قفلت في وجوهن أبواب العمل. ومع وصول عدد المشمولين بالبرنامج أكثر من مليون وأربع مئة ألف مسجل ، حسب البيان الأخير لوزارة العمل ، فهم بلا شك اثروا التواصل الاجتماعي مع ذويهم ، فهناك من استطاع السفر وزيارة الأقارب ، ومنهم من وجه ذلك نحو شراء وسائل التواصل التقني الحديث ، وخاصة أجهزة الجوال التي تلقى رواجاً في المملكة يجعلها في الصدارة على مستوى منطقتنا العربية ، وأيضا الاشتراك في خدمات شركات الاتصالات ، وفي وقت كان ذلك يعتبر ترفاً في وسط بعض الشباب والشابات ، مع محدودية ميزانية من يصرف عليهن ، ولذا سجل حافز نفسه في هذا العام سببا في مزيد من التواصل بين الأقارب والأصدقاء. الكثير ممن شملهم حافز أكدوا « للرياض» ، أنهم يفكرون من اليوم كيف لو انقطع عنهم البرنامج ، بعد أن ادخل لهم دخلا شهريا ساعدهم في الحياة رغم بساطته ، وبالتالي هناك تخوف من توقفه شبه المؤكد بعد مضي عام على انطلاقته ، وسيكون ذلك خلال أربعة أشهر على أقصى تقدير ، ومن المؤكد ايضاً انه لن يتم توظيف أكثر من مليون مستفيد ومستفيدة في شهور ، وعلى ذلك يتجه البعض لشد الحزام ، وتوفير ما تيسر من حافز للأيام القادمة ، حتى يأتي الفرج باستمرار البرنامج أو الحصول على فرصة عمل تسد الحاجة.