في السادس عشر من شهر رمضان المبارك تحل علينا ذكرى مرور العام الأول على وفاة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس ناديي الشباب (1367 ه) والهلال (1377 ه) ورئيس النادي الأهلي بجدة (78 – 1380 ه) .. عبد الرحمن بن سعيد الشخصية القيادية الريادية الفذة التي تركت وراءها بصمات محفورة بقوة في ذاكرة الحركة الرياضية السعودية وأهمها على الإطلاق تأسيسه نادي القرن الآسيوي وقيامه وحيداً بدعمه ورعايته في بداياته التأسيسية حتى علا شأنه وأصبح اليوم النادي الأول في المملكه العربية السعودية من حيث اكثرية البطولات (53 بطولة) متفوقاً على اندية سبقته في التأسيس بعشرات السنين ولم تستطع مجاراته في هذا التميز الإعجازي الى ان صار في الوقت الحاضر احد معاقل التفوق الرياضي السعودي على الساحة الخارجية ..وهذا يجرنا في المقابل الى السؤال : ماذا قدمت اخر ادارتين مرت على الهلال لمؤسس ناديها ؟ لتأتينا الإجابة : لا شيء يذكر !! فالإدارة السابقة برئاسة الأمير محمد بن فيصل فوتت على تاريخ الهلال مناسبة عظيمة في مسيرة النادي عام 1427 ه للاحتفال باليوبيل الذهبي في ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسه وكانت افضل فرصة تاريخية لتكريم مؤسس هذا الكيان الشامخ وهو على قيد الحياة لكن شيئاً من ذلك لم يحدث وتم تجاهل هذا الحدث المهم في تاريخ الهلال ولم يكن ( ابو مساعد) مكترثاً بفكره التكريم اكثر من حرصه على استمرارية تفوق ناديه واهتمامه البالغ بأموره الداخلية وأتذكر انه "رحمه الله " قال لي : " اكبر تكريم لشخصي حينما يقال عني .. مؤسس الهلال ". ما اروعك يا عبد الرحمن بن سعيد في تواضعك الجم وحكمتك البليغة اذ كنت تقرأ ما كان يدور في العقول الزرقاء وتفضل تعاطي كثير من الأمور بعقلانية !! أما الادارة الحالية فقد كان اكبر خطأ وقعت فيه تجاه مؤسس ناديها عندما تحامل على مرضه "رحمه الله" وذهب الى الدوحة لحضور حفل تكريمه من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لفوزه بنجمة القارة الذهبية نظير خدماته الجليلة للكرة الآسيوية بحضور رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ومحمد بن همام وحين عاد اصيب بخيبة امل كتمها في صدره " رحمه الله" عندما لم يجد في استقباله بمطار الملك خالد بالرياض باقة ورد من ادارة ناديه ولا تمثيلا رمزيا لرابطة المشجعين او علاقات النادي او مسؤولا هلاليا يهنئه بهذا الإنجاز القاري الذي يسجل باسم المملكه ونادي الهلال قبل المرحوم عبدالرحمن بن سعيد . كما كنا نتوقع من الإدارة الحالية بعد وفاته انشاء متحف تاريخي داخل مقر النادي يحمل اسم مؤسس الهلال ويضم مقتنياته الشخصيه وشواهد مذكراته التاريخية ووثائقه الرياضية وصور مراحل حياته كتخليد لذكراه وكنا كذلك نتوقع ان تحرص الإدارة على اطلاق اسمه على أي من مرافق النادي ولم يحدث ذلك وكنا ايضا نتأمل تنظيم دورة تنشيطية رمضانية تحمل اسم المرحوم بمشاركه فرق من الحواري وهذا النوع من الدورات كان يمثل نشاطا مثمرا للأندية في السنوات الماضية لاكتشاف مواهب كروية جديدة من فرق الحواري وهي تتبارى في ملاعب النادي ولنا في النجم الكبير يوسف الثنيان خير مثال حين وقع بصر الهلاليين عليه في دورتهم الرمضانية ابان مقرهم القديم في شارع العصارات مطلع القرن الهجري الحالي . رحمك الله ياشيخنا الفذ فقد كنت عظيما في حياتك .. وعظيما بعد مماتك .. والأيام المقبلة ستكشف الفراغ الكبير الذي تركه رحيلك على الساحة "الزرقاء ".. وإنا لمنتظرون ؟