أكد المخرج المسرحي والممثل السعودي عبدالإله السناني أن المجال الدرامي السعودي يفتقر إلى وجوه جديدة وإلى كتاب متخصصين في النصوص الدرامية إلى جانب حاجته لكلية للدراما لتطوير كادر العمل التلفزيوني, مشيراً إلى أن الواقع الحالي للدراما ليس صحيحاً ولا يخرج في مجمله عن تفضيل الممثل "البطل" على باقي عناصر العمل الفني، وجاء ذلك على خلفية حوار ناقش فيه السناني الدراما الرمضانية بنادي الرياض الأدبي ليلة أول أمس الثلاثاء. وتصدرت الدراما التاريخية النقاش بعد أن عرض عدد من الحضور تساؤلاتهم حول السجال العريض الذي ناله مسلسل "عمر" الذي يعرض على قناة MBC خلال شهر رمضان الحالي والذي أوضح فيه السناني أن القصور يكمن فينا نحن على حد تعبيره، منوهاً أن الإسلام ليس خاصاً بالعرب ومستشهداً بالنجاح الذي ناله فيلما "عمر المختار" و"الرسالة" والذي تقلد الشخصية البطلة فيهما ممثل ليس بمسلم باعتبار أن الفيلمين يتناولان رموزاً إسلامية, لافتاً إلى أن الدراما التاريخية بحاجة لقنوات متخصصة لصعوبة الإنتاج في هذا النوع تحديداً، مهنئاً القنوات التي تفكر في الإنتاج التاريخي. وأبان السناني بأن الدراما الخليجية خارج سباق العمل الدرامي الحقيقي على الرغم من أن المبالغ التي تضخ للإنتاج الدرامي خليجية وشكلت الأموال السعودية الأعلى نسبة من بينها بيد أن الإنتاج أصبح متاحاً للجميع عبر مكاتب تجارية غير متخصصة والذي اعتبره إشكالية تؤثر على المنتج. وفرق السناني بين المسلسلات الدرامية والبرامج الدرامية مؤكداً أن ما يعرض على القنوات خلال شهر رمضان ليس مسلسلات وإنما برامج درامية باعتبار أنها لا تقدم متعة للمشاهد وخرج منها المعلن بلقب البطل والمستفيد من حجم المشاهدات التي ترصدها عادة القنوات التي تبثها. وشدد على وجود حراك سينمائي يعتمد على لغة الصورة وتثقيف ذاتي وبطرح أقوى من التلفزيون يحمل رؤية وعمقاً وفهم باعتبار أن دراما العصر الحالي دراما صورة أكثر من أنها نص، وحذر من وضع شماعات للشباب القادم. ووصف المسلسل الدرامي "طاش ما طاش" بالتجربة المهمة والتي قدمت الكثير على مدى أكثر من عقدين من الزمن وهو المسلسل الوحيد المتواجد داخل مكتبة الكونغرس الأمريكي كمرجع لخلفيات المجتمع السعودي وما يعيشه من قضايا، فيما اعتبر برنامج "واي فاي" نقلة نوعية مهمة في البرامج التي تعرض في شهر رمضان الحالي. وطالب السناني في تصريح خاص للرياض بأن يقوم التلفزيون السعودي بتنويع إنتاجه واستحداث مراكز لتطوير الكوادر القائمة عليه, مشدداً بضرورة أن يراعي الرقيب أو القائم على العمل الدرامي الذائقة الفنية العالية لدى المشاهد. إلى ذلك أبانت الناشطة الثقافية والشاعرة ميسون أبو بكر والتي أدارت الحوار أهمية مناقشة الدراما الرمضانية ومنها التاريخية والوثائقية ومدى حضورها في البرامج التلفزيوني كما أيدت التصنيفات التي طرحها السناني على كونها برامج وليس مسلسلات ومدى ما تقدمه من فن ومتعة للمشاهد كون بعضها يحمل رسائل مباشرة ولا يرتقي بذائقة المشاهد. الحوار الذي تناول الدراما الرمضانية نال إقبالاً جماهيرياً واسعاً من شخصيات إعلامية وأخرى فنية لم ينته نقاشهم بانتهاء الحوار بل خرجوا في نقاشات جانبية حول الدراما السعودية، كما أن عدداً من الشخصيات بعثت بمداخلاتها وجاء من أهمها مداخلة الدكتور صقر المقيد مدير التعاون الدولي بجامعة الأمير نايف الأمنية الذي أوضح بأن ما يعرض على التلفزيون السعودي لا يرتقي لتطلعات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة.