من أعظم ما يقلق المزارعين (الكدادين) في الماضي القريب ويزيد من معاناتهم هو هاجس انقطاع المياه عن المزروعات خاصة عند وقت النضج وقرب بدء الحصاد حيث يحتاج الزرع إلى كميات كبيرة من الماء خصوصاً في مثل هذا الوقت، ومن قصص المعاناة ما رواه الشاعر عبدالله بن محمد الضويحي قائلا: هذه القصة جرت للشاعر حمد العريني - رحمه الله - من أهالي البرة الذي سكن مرات منذ نصف قرن واستقر رأيه على أن يبحث عن مزرعة ليستأجرها، وبعد سؤال عدد من أصحاب المزارع لم يجد من يؤجر مزرعته، أو أرضه له لزراعتها، وعندما يئس من ذلك ذهب إلى ابن عمه محمد بن عمر العريني - رحمه الله - الذي يملك مزرعة تسمى (الصادرة) وطلب منه قطعة ارض ليزرعها فوافق بن عمه على طلبه واعطاه قطعة أرض تسقى من البئر الخاصة بمزرعته، عند ذلك شحذ همته وقام بتوضيب ماكينة البلاكستون التي تعمل في المزرعة المذكورة، وقام بتجديد صبة الكرسي الخاصة بها وبدأ بزراعة الأرض وقد استدان مبلغاً من المال من اجل تحقيق ذلك على أن يقوم بتسديده آخر العام من غلة المحصول، وهو (البُر) أي القمح، وعندما نظر إلى الزرع الذي طلع ونما اطمأنت نفسه وفرحت، وكل من سأله عن حاله قال طيبة ولله الحمد وأسمعه هذه الأبيات التي قالها: كديت لي كدة عساها تعودي في الصادرة جعل المكاين فداها يسمع مكينتها عزيب النفودي قالوا هماج وقلت يا حلو ماها واللي مكذبني نجيب الشهودي في المحكمة يكتب علينا قضاها وبعد أن طلع الحب في سنبله واشتد واحتاج إلى الزرع لزيادة الماء في وقت (الشربة) المشهورة عند المزارعين أخذ ماء البئر في التردي حتى صارت التشغيلة الواحدة للماكينة لا تكفي الا ل (شرب) أو (شربين) فقط من الزرع عند ذلك ضاق صدره وتأسف على ما وقع له من معاناة فهاضت قريحته بهذه الأبيات: أمسيت قلبي من الضيقات محتمسي واصبحت عيني كثير طواريها أقول قولٍ وصار القول بالعكسي (الصادره) خاسرن من هو زرع فيها أمست بحر واصبحت ما تسقي البرسي يا حيسفا بالغريس اللي ركز فيها ويا حيسفا بالسميت وصبة الكرسي لا واعلي بالسميت اللي خسر فيها يا علّ نجم التويبع فيك ينتكسي والا فسيح الرصايف مع مباريها بركة الماء تستقبل من البئر الماء بواسطة ماكينة البلاكستون