منذ ظهوره على ساحة كرة القدم السويدية كناشيء يتمتع بمهارات عالية انقسمت الاراء بشأن زلاتان ابراهيموفيتش ولن يؤدي انتقاله من ميلانو الى باريس سان جيرمان الى تغيير ذلك. وسيرى البعض أن الانتقال يعني أن أكثر لاعب سويدي موهبة استبدل الطموح الرياضي بالمال بعد أن قطع خطوة غير متوقعة الى الخلف بعد مسيرة مع أكبر اندية اوروبا. وسيقول مشجعوه في بلاده العكس على اساس أن سان جيرمان الذي ينفق الكثير من الاموال يقدم للمهاجم السويدي الطويل أفضل فرصة للفوز بلقب دوري أبطال اوروبا قبل أن يعتزل. وبالنسبة للاعب لم يخف رغبته في الفوز باللقب الاوروبي فان سان جيرمان يبدو خيارا غير مألوف لكن بعد أن دفع النادي الفرنسي مئات الملايين من اليورو للتعاقد مع لاعبين فمن الصعب القول إن هداف الدوري الايطالي في الموسم الماضي انتقل الى فرنسا من أجل المال وحده. وعندما ترك مالمو كلاعب شاب في 2001 بدأ ابراهيموفيتش مسيرته الاحترافية التي سيطر خلالها على دفاعات منافسيه وتصدر عناوين الصحف. وقبل رحيله عن السويد تخصص المهاجم في تعذيب المدافعين في دوري الدرجة الاولى والثانية ليصبح معروفا بانه "غير سويدي". وقال منتقدوه ان ابراهيموفيتش متغطرس واناني ويقتلع كرة القدم السويدية - التي تعتمد على اللعب الجماعي والتنظيم - من جذورها. لكن جحافل معجبيه رأوا انه لاعب عبقري شاب وقارنوه باللاعبين الموهوبين في امريكا الجنوبية بفضل انطلاقاته ومهاراته. وكان انتقاله الى اياكس امستردام الهولندي بمثابة نقطة البداية لسلسلة من المواسم الناجحة والاهداف الرائعة ومسيرة لافتة أحرز خلالها العديد من الالقاب ليثبت اقدامه كواحد من ابرز المهاجمين في اللعبة. ورغم تجريد يوفنتوس بعد ذلك من لقبين للدوري الايطالي بعد فضيحة تلاعب في نتائج المباريات تمكن ابراهيموفيتش من الفوز بالقاب في ثمانية مواسم متتالية مع خمسة اندية في ثلاث دول. وتوقفت مسيرة الانتصارات هذه عندما اخفق ميلانو في الفوز بلقب الدوري الايطالي في نهاية الموسم الماضي ليسمح ليوفنتوس بقيادة اندريا بيرلو بانتزاع اللقب. ورغم هذا الحضور المهيمن في كرة القدم المحلية الا ان ابراهيموفيتش لم يفز ابدا بدوري ابطال اوروبا. وبعد اداء مبهر مع ميلانو في دور الستة عشر أمام ارسنال الانجليزي بدا ان ابراهيموفيتش في طريقه لتغيير ذلك الموسم الماضي لكن الفريق الايطالي خسر بعد ذلك أمام برشلونة في دور الثمانية. ومع احتفاله بعيد ميلاده 31 في اكتوبر تشرين الأول المقبل يبدو أن الوقت يمر من ابراهيموفيتش اذا كان يريد الفوز باللقب الاوروبي الذي تفتقر اليه خزانته. وفي وجود الملاك القطريين الاغنياء والمدرب الايطالي المخضرم كارلو انشيلوتي يبدو باريس سان جيرمان مشروعا مثيرا للاهتمام لكن لا تزال هناك حاجة للانتظار لرؤية ما اذا كان النادي الذي يفتقر بوضوح الى النجاح في أكبر المسابقات الاوروبية يمكنه الفوز بدوري الابطال. وحققت ملايين رومان ابراموفيتش النجاح المحلي بسرعة لتشيلسي الانجليزي لكن المالك الروسي احتاج الى تسعة اعوام قبل أن يرى ناديه وهو يرفع كأس دوري ابطال اوروبا. وربما أحرز مانشستر سيتي لقب الدوري الانجليزي الممتاز لملاكه العرب الاثرياء في الموسم الماضي لكنه اخفق في اجتياز دور المجموعات في أول مشاركة له في دوري ابطال اوروبا. واحرز سان جيرمان لقبا اوروبيا واحدا عندما فاز بكأس اوروبا للاندية ابطال الكؤوس في 1996 ولا يحصل الفريق على أفضل استعداد للعب في أكبر بطولة للاندية الاوروبية بسبب الافتقار الى منافسين اقوياء في الدوري الفرنسي. وبعدما شاهد نادييه السابقين انترناسيونالي وبرشلونة وهما يفوزان بدوري ابطال اوروبا في الموسم الذي اعقب رحيله عن صفوفهما سيأمل ابراهيموفيتش أن يساعده انشيلوتي - وهو لاعب سابق في ميلانو - على تحقيق حلمه الاوروبي أخيرا.