قال نشطاء وسكان إن اشتباكات اندلعت امس قرب مقر الحكومة السورية في العاصمة دمشق بعد أن هاجم مقاتلو المعارضة قوات موالية للرئيس بشار الأسد انتشرت في مصفحات، وزادت أعداد حواجز الطرق في أنحاء المدينة. وأضافوا أن تقارير أفادت بمقتل شخص على الأقل في الاشتباكات التي وقعت في حي الإخلاص القريب من مجلس الوزراء -وهو مجمع ضخم- ومن حرم جامعة دمشق. وذكروا ان مئات العائلات تفر من المنطقة الواقعة بين حي كفر سوسة وحي المزة. وقالت ربة منزل تتابع المعركة من برج سكني على طريق المزة الرئيسي بالقرب من مكتب رئيس الوزراء "النازحون ليس امامهم مكان يذهبون اليه. القتال في كل انحاء دمشق". وتركز القتال في احياء دمشق الجنوبية والشمالية الشرقية بالاضافة الى المزة وكفر سوسة في الوسط حيث يوجد العديد من المواقع الامنية. وساد الهدوء مناطق اخرى في وسط دمشق امس. وقال أحد السكان ان قناصة الجيش منتشرون على اسطح المباني في المزة وكفر سوسة بعد ان هاجم مقاتلو المعارضة عربات مصفحة متمركزة قرب مكتب رئيس الوزراء وحاجز طريق اقيم خلال الايام القليلة الماضية خلف السفارة الايرانية. وقال خلال اتصال هاتفي "القناصة يطلقون النار على اي شخص في الشوارع. شوارع المزة مهجورة". ووردت أنباء عن معارك في حي الميدان وهو حي تقطنه غالبية سنية يعمل فيه مقاتلو المعارضة خلال الازقة والشوارع الضيقة التي لا تستطيع الدبابات دخولها. وذكر سكان ان العربات المصفحة دخلت ايضا حي سينا المتاخم للمدينة القديمة التاريخية قلب العاصمة القديمة. الى ذلك عكف مسئولو إدارة أوباما على إعداد خطط طارئة لمواجهة تداعيات انهيار الحكم السوري مع تنامي الاقتناع بقرب انتهاء قبضة عائلة الاسد على السلطة على مدى 42 عاما في سورية، حيث ركزوا بالذات على الأسلحة الكيمائية التي يعتقد أن سورية تمتلكها واحتمال أن يحاول الرئيس بشار الاسد استخدامها ضد قوات المعارضة والمدنيين. و ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها عن الوضع في سورية أن مسئولا بالادارة الامريكية قال إن مسئولين بوزارة الدفاع "البنتاغون" يجرون محادثات مع مسئولي الدفاع الاسرائيليين بشأن احتمالية تحرك إسرائيل لتدمير منشآت الاسلحة السورية، مضيفا أن الادارة لا تؤيد هجوما من هذا القبيل بسبب خطورة ما ينطوي عليه من منح الاسد فرصة حشد التأييد ضد التدخل الاسرائيلي. وأضافت الصحيفة نقلا عن مسئول بالبيت الابيض إن توماس دونيلون مستشار أوباما للأمن القومي زار إسرائيل في مطلع الاسبوع الحالي حيث جرى بحث الازمة السورية مع المسئولين هناك. وقال مسئولون دبلوماسيون وعسكريون أمريكيون إن انفجار دمشق الذي أودى بحياة عدد من المستشارين الاكثر قربا من الاسد يعد بمثابة نقطة تحول في الصراع الدائر في سورية. فقد قال جاي كارني السكرتير الصحافي للبيت الابيض للصحافيين "الاسد صار قوة مستنفدة على صعيد التاريخ". كما نقلت نيويورك تايمز عن وزير الدفاع ليون بانيتا قوله الاربعاء أن الازمة في سورية " تخرج الآن عن نطاق السيطرة بشكل سريع". أما روبرت مالي بمجموعة الازمات الدولية فيرى أنه لابد أن تستشعر إدارة أوباما القلق أيضا من أن تجد ترسانة الاسد بما في ذلك الاسلحة الكيمائية طريقها إلى أيدي آخرين بما في ذلك أيدي القاعدة. وقال مالي إن الولاياتالمتحدة "ربما تحقق بالفعل ما كانت تريده وهو سقوط النظام دون تدخلها عسكريا"