أكد الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح امس انه بدأ الجمعة مشاوراته مع وزراء اوبك لدراسة اوضاع السوق النفطية وبهدف تهدئة الاسعار. وقال في تصريحات للصحافيين «امس الأول اجريت اتصالات مع (وزير الطاقة والصناعة في قطر عبد الله بن حمد) العطية و(وزير البترول السعودي علي) النعيمي». واضاف «اعتقد انه يجب ان ننتظر قليلا لنرى بالضبط حركة الاسعار» في السوق النفطية. وكان رئيس اوبك اعلن الاثنين الماضي انه سيبدأ مشاورات مع وزراء الكارتل بشان زيادة انتاج المنظمة نصف مليون برميل يوميا اذا استمر ارتفاع اسعار النفط حتى نهاية الاسبوع. وردا على سؤال ان كانت السعودية، اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم والتي تنتج 9,5 ملايين برميل يوميا، على استعداد لرفع انتاجها، قال الشيخ احمد ان كافة الدول الاعضاء في اوبك على استعداد لزيادة الانتاج عند الحاجة. واوضح «كل الاعضاء على استعداد (لزيادة الانتاج) كلما كانت هناك حاجة. والسوق ستكون مزودة كما يجب. سنواصل تأمين الامدادات للسوق» النفطية. واضاف الوزير الكويتي في تصريحاته «اعتقد انه يجب ان نتشاور مع الجميع ونرى بالضبط» حركة الاسعار في السوق النفطية قبل اتخاذ قرار برفع الانتاج، رافضا في الوقت نفسه تحديد الفترة التي ستسغرقها المشاورات. واشار رئيس اوبك الى ان الاسعار تقلبت وقاربت 60 دولارا للبرميل قبيل المؤتمر الوزاري لاوبك في اصفهان (ايران) في 16 اذار «مارس» الماضي قبل ان تتراجع الى مستويات ادنى. وقال «حتى بعد اصفهان قاربت الاسعار 60 دولارا غير انها عادت اثر ذلك الى مستوى طبيعي بين 50 و51 دولارا للبرميل». وشهدت اسعار النفط في الاسواق العالمية عند الاغلاق الجمعة ارتفاعا جديدا لتبلغ 60 دولارا للبرميل وسط توقعات باحتمال حدوث نقص في الامدادات في الفصل الرابع من العام بسبب اشتداد الطلب من السوقين الصينية والاميركية. وزيادة الانتاج 500 الف برميل في اليوم والتي قررتها اوبك في فيينا في 15 حزيران «يونيو» ليصل اجمالي انتاجها الى 28 مليون برميل يوميا في الاول من تموز «يوليو» اضافة الى خيار زيادة اضافية من 500 الف برميل يوميا قبل ايلول «سبتمبر»، اعتبرا مجرد مبادرة رمزية وذلك لان المنظمة تنتج بالفعل اكثر مما هو مقرر في سقف انتاجها الرسمي البالغ حاليا 27,5 مليون برميل يوميا. ويتوقع على نطاق واسع ان تظل اسعار النفط على ارتفاعها طالما لم تبادر الدول المستهلكة وشركات النفط الى امتلاك قدرات اضافية على التكرير. وتستفيد دول اوبك من ارتفاع الاسعار غير انها ما تنفك تعرب عن حرصها على استقرار الاسواق النفطية خشية ان يؤثر ارتفاع سعر النفط على الاقتصاد العالمي. واعتبر مركز الدراسات الشاملة حول الطاقة في لندن في تقريره الشهري الاثنين ان منظمة اوبك فقدت مصداقيتها كجهة ضامنة لاستقرار اسعار النفط. وجاء في تقرير مجموعة الابحاث ان «اوبك فقدت اي مصداقية كضامن لاستقرار اسعار النفط وان تاكيدها ببذل كل ما في وسعها لضبط اسعار النفط لم يعد مجديا». وذكر المركز في تقريره الذي يلقى اصداء قوية في السوق ان «اعضاء اوبك لا يزعجهم على ما يبدو ان يختبروا الى اي مدى يمكنهم رفع اسعار النفط بدون اثارة رد فعل من جانب المستهلكين». واضاف «يبدو ان المنظمة تعتبر حاليا سعر خمسين دولارا للبرميل لسلتها من النفط الخام مقبولا. وفي هذه الحالة، فان السعر المستهدف يكون قد تضاعف في غضون سنة». وذكر مركز الدراسات بان اوبك كانت تؤكد حتى نهاية كانون الثاني «يناير» 2005 ان السعر «العادل» الذي تهدف اليه هو 25 دولارا للبرميل.