منذ فجر التاريخ، وزمن الإنسان القديم، لم تبخل الطبيعة على الناس بما منحها الله من خيرات وثمرات شكلت قوت الإنسان ومعاشه.. وفي البدايات الأولى البعيدة لمحاولات الإنسان في التكيف مع ظروف الحياة المعيشية، شكلت الحبوب أصل غذاء البشر المتجذر إضافة إلى الحليب.. وقد شكل الأرز على وجه الخصوص غذاء أساسياً يعتمد عليه أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من شعوب العالم على اختلاف مشاربهم.. وربما لم يذهب بعيداً المؤرخون حين ذكروا أن الأرز كان يزرع منذ عام 5000ق.م في الصين وتايلاند وفيتنام واليابان وكوريا والهند ليشكل مصدراً غذائياً أساسياً منذ القدم.. كما يذكر التاريخ أن التجار حملوا الأرز معهم إلى بقية دول القارة الآسيوية منذ وقت مبكر حتى امتدت زراعته إلى بلاد فارس وسوريا سنة 300ق.م. فيما لم تعرف أوروبا الأرز سوى عام 700م حين قام المسلمون بفتح إسبانيا وأدخلوا إليها زراعة الأرز حسب ما يقول الباحثون. ولم يكن الأرز على مر العصور غذاء فحسب بل كان ثقافة ورمزاً تاريخياً فى بعض الدول كاليابان والصين وبورما إذ يدخل فى كثير من الروايات والأساطير والفلكلور الشعبى. وقد كشفت بعض الحفريات الأثرية والكتابات على الآثار الموجودة فى بعض الكهوف فى تايلاند وبورما عن وجود طرق لزراعة الأرز ورعايته قبل آلاف السنين. وقد عرف السعوديون الأرز منذ وقت مبكر كغذاء أساسي، وتوارثت الأسر السعودية الحفاظ على الأرز على مدى أجيال تعاقبت، كان الأرز غذاءها المفضل حتى يومنا هذا.. ويزخر السوق السعودي بمنتجات فاخرة من الأرز ضمن علامات تجارية كبيرة، خدمت منتجاتها في السوق المحلي منذ عقود. وبالرغم من تعدد الدول التي تزرع الأرز اليوم في الشرق الآسيوي ، فإن الصين والهند تعدان أكثر الدول إنتاجاً للأرز ، في ظل هيمنتهما مجتمعتين على زراعة 50% من إنتاج الأرز في العالم.. وتشارك في زراعة الأرز بشكل أساسي في العالم دول أخرى كبنغلاديش وباكستان وفيتنام وتايلاند ودول أخرى. القيمة الغذائية يعد الأرز مَصدراً جيداً للموادّ الكَربُوهيدراتيّة، وهي مواد غِذائيّة تَمُد الجِسمَ بالطّاقة. وعلى الرَّغمِ من أن الأرزَ يحتَوي على القَلِيلِ من البْرُوتِين، فإنه يُصبِح من مصادرِ البروتين المُهِمة إذا ما تَناولَه الإنسان بكَمِيّات كَبِيرة. وكذلك يحتوي الأرزُ على كَمية قليلة من فيتامين (ب)، وكذلك من الموادِ المعدنيّة، مثل الحديدِ، والفوسْفور، والبُوتاسيُوم، والصوديوم. كما يحتوي الأرز على نسبة ضئيلة جداً من الدهونِ. يدخل الأرز في كثيرٍ من الأغذيةِ المُصنعة التي تشمل الرقائق الخاصةَ للإفطارِ، والشوربة، وأغذيةِ الأطفال، والوجبات الغذائية الخفيفة، والأغذية المجمدة والدقيق. وتعتمد القيمة الغذائية للأرز على طريقة تحضيره والأشياء المضافة إليه أثناء الطبخ وتحتوى حبة الأرز (البنى) المطبوخة على (22%) سكريات معقدة غير سريعة التحلل وبروتين وفيتامينات (A , E , B , D) ومعادن مهمة لبناء الجسم وألياف وكالسيوم وحديد وفسفور وتتركز هذه المواد بدرجة كبيرة فى الأرز البنى ذى الغشاء وتقل هذه النسبة بشدة فى الأرز الأبيض منزوع الغشاء كما يستخدم المعجون المستخلص من الأغشية والقشور فى تنظيف الأسنان كما يدخل أيضاً فى صناعة الصابون . مراحل النمو تبدأُ نبتَة الأرز صغيرة بلَونٍ أخضر شديد الخضرة، ثم يتحول بعد تمامِ النضجِ إلى اللون الأصفرِ الذهبِي. وتصل الحُبوب إلى مرحلة النضجِ التام في فترة تتراوح ما بين مئةٍ وعشرة أيام ومئة وثمانين يَوماً من الزّراعة. وينمو نبات الأرز إلى ارتفاعٍ يتراوح بين ثمانين ومئة وثمانين سنتيمتراً، ويحتوي على سيقانٍ عديدة، وينتهِي كل ساق بالعُثكُولِ أو الشِّمراخِ الذي يحمِل حبوب الأرز، ويحمل كل شمراخٍ ما بين ستين ومئة وخمسين حبة. ويتراوح طول حبِّ الأرزِ ما بين خمسة وعشرة ملليمترات، كما تحتوي الحبة على غلاف صلب يسمَى القِشرة، لا يُستَساغ أكلُه. ويعد الأرز نبات من الفصيلة النجيلية ومن محاصيل الحبوب الغذائية لا يعرف موطنه الأصلي على وجه التحديد ولكن يرجح أن يكون من شرق آسيا فقد بدأت زراعته بالصين منذ 2000 عام قبل الميلاد، كذلك يقال أنه موجود بالهند منذ القدم ونقل إلى سوريا ومصر وأوربا، ويقال أنه نقل إلى مصر في عهد الخلفاء الراشدين وانتقل إلى أوربا بعد ذلك. وقد زرع في إيطاليا في القرن الخامس عشر وزرع في أمريكيا في القرن السبع عشر. طبيعة نبتة الأرز هو نبات عشبي حولي طول نبتته 50 – 180 سم، ويتوقف نجاح زراعة الأرز على ثلاثة عوامل رئيسية: درجة الحرارة ويجب ألا تقل عن 21 درجة مئوية طوال موسم النمو الذي يمتد من 4 - 6 شهور. وفرة الماء المتجدد الذي يغمر الأرض المزروعة بالأرز طوال فترة النمو. نوع التربة ويفضل أن تكون غنية بالمواد العضوية. يوجد نوع من الأرز يزرع في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يحتاج إلى غمره بالماء بل يحتاج إلى تربة مبتلة إلى فترات طويلة ويسمى بالرز الجبلي. أصناف الرز الموجودة في العالم كثيرة جدا يعتبر الأرز الغذاء الأساسي لأكثر من نصف العالم، وهو يزرع وينتج في الهند والصين وباكستان واليابان والسيام وبورما والبرازيل وكوبا والفلبين والولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر حيث تعتبر من أهم الدول العربية المنتجة للأرز، أما في العراق فيزرع في شماله صنف يعرف بالنكازة وهو صغير الحبة وفي جنوب العراق في منطقة "مشخاب" المشخاب والشطرة حيث يزرع صنف يعرف باسم العنبر وهو من أفضل وأطيب أنواع الأرز حيث يمتاز برائحته العطرة . أنواع للأرز تتبع زراعة الأرز صناعات مهمة من ضرب الأرز وتبيضه، وتنتج من عملية تبيض الأرز منتجات مختلفة منها 18% قشور 9% رجيع و 56% أرز سليم و 15% كسر و 2% شوائب، وتختلف النسب حسب نوع الارز المطلوب انتاجه وتستعمل قشور الأرز في صناعة الورق وكسماد عضوي.