قال الموقع الأمني الإسرائيلي "تيك ديبكا" ان دائرة الانشقاقات في صفوف كبار الضباط السوريين اتسعت بشكل كبير الأحد الماضي عندما أعلن اثنان من قادة الأمن والمشرفين مباشرة على عمليات مليشيا "الشبيحة" انشقاقهم وخروجهم الى تركيا. كذلك تمت تصفية ضابط رفيع آخر في حلب شمال سوريا. وقام ضابط رابع ومعه ستة آخرون بالانشقاق والهروب الى تركيا، وهذا الأخير يشغل منصب رئيس ادارة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في الجيش السوري. ويدل انشقاق عدد كبير من الضباط وخاصة الذين يشرفون ويوجهون مباشرة مليشيا "الشبيحة" - اداة النظام الأساسية لسحق الثوار - على التصدع الكبير الذي اصاب الجهزة الامنية المحيطة بالرئيس الأسد، إضافة لتهاوي الخيارات الأمنية والعسكرية التي بقيت لديه. في المقابل نقل "تيك ديبكا" عن مصادره العسكرية والمخابراتية أن الرئيس الأسد تلقى الأحد الماضي من عدد من المخابرات الغربية تحذيراً "أخيراً" فيما يتعلق باحتمال استخدامه الأسلحة الكيماوية التي بحوزته، ومنها قنابل غاز الخردل، وغاز الأعصاب "سارين"، ومادة السيانيد. وجاء في التحذير أنه إذا بدأ النظام في إخراج هذه الأسلحة من مخازنها في شمال ووسط سوريا، فسيتم ضربها وتدميرها فوراً. ولم تفصح هذه المصادر العسكرية في حديثها ل "تيك ديبكا" عن هوية القوات التي ستضرب في سوريا. إلا أنها أوضحت بأن النظام السوري قام بتحريك أسلحة الدمار الشامل هذه نهاية الأسبوع الماضي ونقلها الى منطقة بين حمص ودمشق، مؤكدة في الوقت نفسه أن أي تحريك إضافي سيُواجه بضربة عسكرية غربية. وفيما يتعلق بانشقاقات كبار الضباط قال الموقع الأمني الإسرائيلي ان كثرتها تُشير الى ثلاثة أمور مهمة: الأول هؤلاء الضباط لم يكونوا لينشقوا لولا نجاحهم أولاً في إخراج عوائلهم من سوريا، وترتيبات كهذه تستغرق عادة عدة أسابيع، وهذا يدل على أن عناصر المخابرات الموالين للنظام فشلوا في كشف تحركات أسر هؤلاء الضباط ومنع انشقاقهم، ويدل أيضاً على ضعف وتراجع سيطرة مخابرات النظام في البلاد. الأمر الثاني هو أن موجة الانشقاقات الأخيرة وقعت في صفوف الضباط الذين يخدمون في مركز القمع الرئيسي وغرفة التحكم في دمشق. أما الأمر الثالث فهو أن جميع الضباط المنشقين يتوجهون الى بيروت كمحطة أولية ومن ثم يتحركون من هناك الى جنوب تركيا، وهذا يدل على فشل المخابرات الإيرانية وأتباعها من "حزب الله" هناك من كشف تحركات المنشقين وضبطهم.