أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال مكالمة هاتفية مع قادة جهاز المخابرات ومسؤولي وزارة الخارجية في روسيا أول أمس أنه سيقضي على الثورة في بلاده خلال شهرين فقط ، وقال إن التكتيك العسكري الجديد الذي اعتمده فعّال جداً. وقال الموقع الأمني الإسرائيلي "تيك ديبكا" نقلاً عن مصادره المخابراتية أن هذه المكالمة التي أتت بعد يوم واحد من اجتماع جنيف الذي أُعلن فيه عن بلورة خطة جديدة لإنهاء الحرب الدائرة في سورية ، تدل على أن هذه الخطة قد فشلت. وكان مسؤولون في النظام في دمشق ، وقادة الثوار في تركيا قد رفضوا الخطة التي أساسها قيام حكومة وحدة وطنية يشارك كلا الطرفين في تشكيلها. وذكرت مصادر الموقع حصرياً أن حديث بشار الاسد عن فعالية تكتيكه العسكري يُشير الى تطورين مهمين حصلا خلال الأسبوع الماضي في الجيش والميليشيات العاملة معه. الأول هو أن جميع قادة الجيش الذين أداروا المعركة مع الثوار خلال الأشهر الستة عشر الماضية قد تم منحهم إجازات مفتوحة ، وحل محلهم ضباط صغار جدد معظمهم من مليشيا "الشبيحة" التي ينتمي معظم أفرادها للطائفة العلوية مصدر قوة عائلة الأسد. وبذلك يكون قد تم ابعاد جميع القادة الذين بدا عليهم الإرهاق والاستنزاف بسبب المعارك المستمرة منذ أكثر من سنة وأربعة أشهر ، علاوة على تسلل اليأس اليهم وتشكيكهم باحتمال حسم المعركة لصالح النظام. أيضاً هناك سبب آخر لهذه التغييرات الكبيرة في قادة الجيش وهو رغبة قادة نظام الأسد في وقف موجة الانشقاقات المتصاعدة في صفوف القادة العسكريين. كذلك لم تتم إحالة كبار الضباط للتقاعد وتم الإبقاء على كل مزاياهم المالية خشية إنضمامهم للثوار وتحولهم لمجموعة ضغط عسكرية يمكن اختراقهم من قبل عناصر أجنبية. أما التطور الثاني بحسب الموقع فهو إعطاء الضباط الجدد صلاحيات غير مسبوقة لم تكن لدى أسلافهم الكبار كإطلاق يدهم في استخدام الذخيرة الحية بشكل كبير لتدمير أوكار التمرد في سورية بشكل لم تشهده أي حرب أهلية في الشرق الأوسط ، ولتنفيذ هذه المهمة تم تعزيز قوة المدرعات والمدفعية ووُضعت تحت إمرة هؤلاء الضباط ، كما تم منحهم صلاحيات كبيرة في استخدام الطائرات والمروحيات بحرية لسحق التمرد بأي شكل. وهذا هو السبب وراء ارتفاع حصيلة القتلى اليومية في سورية لتصل الى معدل 120 شخصاً يومياً. في المقابل ارتفعت أمس الاثنين حدة التوتر العسكري بين تركيا وسورية ، حيث واصلت تركيا مساء الأحد حشد قواتها وبشكل كبير على الحدود مع سورية ، وتضمنت هذه القوة عدداً كبيراً من المدرعات والمدفعية ، كما نشر صواريخ أرض - أرض ، وصواريخ مضادة للطائرات. ودفع الحشد العسكري التركي وبدء سريان العقوبات النفطية على إيران قائد القوة الجوية الإيرانية الجنرال أمير علي حاج زادة الى تهديد الجيش التركي بضربه بالصواريخ اذا ما فكر بدخول الأراضي السورية. ولم يتطرق حاج زاده في بيانه بمناسبة بدء ايران مناوراتها الصاروخية امس الى ذكر اسم أي دولة حتى إسرائيل ما عدا تركيا ، وهذا يعني أن تركيا الآن هي هدف الصواريخ الإيرانية.