ذكرت تقارير استخبارية اسرائيلية أن لهجة الخطاب الامريكي تجاه الرئيس السوري بشار الاسد بدأت تتغير خلال الساعات الاخيرة من مساء الثلاثاء. وجاء في هذه التقارير أنه على الرغم من أن الرئيس الامريكي اوباما لم يغير رأيه فيما يتعلق بتدخل امريكي واسع ضد نظام الأسد ، إلا أن أصواتاً بدأت تظهر في دوائر تابعة للإدارة الامريكية تقول بأنه لا يمكن لواشنطن أن تبقى مكتوفة اليدين بشكل مطلق فيما يتعلق بالأزمة السورية ، ويجب عليها أن تقوم بعملية محدودة توضح للأسد ورموز نظامه بأن هناك خطوطاً حمراء لن يُسمح لهم بتجاوزها. ومن بين الخطط المطروحة حالياً للنقاش في البيت الابيض والبنتاغون ، هو العمل على توجيه ضربة جوية امريكية لهدف تابع للنظام أو هدف عسكري سوري تُلحق بالأسد ضربة معنوية ومادية ، وتؤكد للجيش الموالي للنظام ، والثوار ، والمعارضة بأن الاسد ليس محصناً ضد أي عمل عسكري غربي كما هي عليه الصورة السائدة حالياً. وقالت بعض المصادر مساء الثلاثاء في واشنطن أن الهدف الاساسي من توجيه ضربة كهذه سيكون إجبار الاسد على البدء فوراً بتنفيذ البنود الست التي تضمنتها مبادرة مبعوث الامم والجامعة العربية كوفي عنان ، وخاصة البند الأول في هذه الخطة والذي كان مفترضاً أن يُنفذ الثلاثاء ، وهو البدء بسحب الاسلحة الثقيلة والدبابات من المدن السورية. وذكر الموقع الامني الاسرائيلي "تيك ديبكا" عن مصادره الخاصة في موسكو قولها انه في يوم الثلاثاء أوضح وزير الخارجي السوري وليد المعلم لنظيره الروسي سيرغي لافروف بأن الاسد لن يستطيع سحب القوات النظامية من المدن خشية من وقوعها مجدداً في أيدي قوات الثوار ، واشتعال التمرد مجدداً ضد النظام في دمشق وتوسعه في أنحاء سورية كلها. وبحسب الموقع فقد طلب المعلم من لافروف بان تضغط موسكو على واشنطن لمنعها من القيام بأي عمل عسكري حتى ولو كان محدوداً ، وان تدعم أيضاً المطلب السوري بإبقاء قوات النظام حالياً في المدن الكبرى حتى بعد أن ينقل عنان حسم هذا الموضوع الى مجلس الأمن. وبحسب "تيك ديبكا" فإن ما سبق هو السبب وراء تصريح المبعوث الاممي الثلاثاء في مؤتمر صحافي عقب زيارته لمخيم للاجئين السوريين جنوب تركيا ، بأنه من السابق لأوانه الحكم على خطته لحل الازمة السورية بالفشل. وقال عنان ان السلطات السورية لم تعترض على أي من النقاط الست التي تضمنتها الخطة ، مشيراً الى أن من الممكن أن تتحسن الاوضاع بعد الاتفاق على نشر مراقبين دوليين في الميدان. وقال ان وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس. وخلال المؤتمر الصحافي الذي جمع بين لافروف والمعلم في موسكو طرح لافروف فكرة نشر قوات مراقبين دوليين تُشكل في معظمها من القوة الاممية UNDOF التي تفصل بين سورية وإسرائيل في هضبة الجولان. وذكرت مصادر "تيك ديبكا" الخاصة في واشنطنوموسكو أن الروس طرحوا هذه الفكرة خلال اتصالاتهم مع واشنطن ، رغم رفض وزير الخارجية السوري لهذا الاجراء. ورفض الاسد أيضاً له لان هذا يعني بالنسبة لهم تدويل قضية داخلية ، وإيجاد جيوب أمنية يتحصن بها المعارضون وقوات الثوار. ومن الاسباب الرئيسية التي تجعل واشنطن تناقش خيار ضرب الاسد عسكرياً هو الرأي الذي يقول انه من غير الممكن دفع الاسد للموافقة على تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة في حرب أهلية من دون أن يتلقى أولاً ضربة عسكرية محدودة تثبت له أنه لا خيار آخر أمامه. ومن الاعتبارات الامريكية التي من شأنها أن تساهم في تحديد موعد هذه الضربة هو المفاوضات النووية التي ستبدأ السبت المقبل بين ايران والدول الكبرى الست في اسطنبول. لان إدارة أوباما أرادت أن تجري هذه المفاوضات في الوقت الذي تضرب فيه في سوريا ، الامر الذي سيؤدي الى تصلب الايرانيين فيها وربما تأجيلها. وقالت مصادر "تيك ديبكا" أن تركيا قامت الثلاثاء بتحركات توحي الى أنهم قريبون من العمل عسكرياً داخل سوريا. فقد قامت المروحيات التركية بالتحليق على طول الحدود مع سوريا في إشارة واضحة الى أنه لو تجرأ الجيش السوري بفتح النار على أهداف داخل تركيا كما فعل الاثنين الماضي ستعمل هذه المروحيات على الرد على مصدر النيران.