لا أدري كيف ابدأ برثاء أستاذي وصديقي معالي الأستاذ فهد بن سعود الدغيثر حيث ربطتني به علاقة وثيقة طيلة مدة تزيد على خمس وأربعين سنة. أعزائي يا من تحبون أبا زياد ويا من تحترمونه، لقد رحل عنا رجل عظيم محب لوطنه، إذ لا يمر يوم في مكتبه أو مجلسه إلا وهمّ الوطن هو محور الحديث وآمال وتطلعات لمستقبل أفضل.. لقد ترجل الفارس وأعني هنا فارس الإدارة الأول حيث قدم ومن حسن الحظ إلى معهد الإدارة العامة مصنع الرجال والخبرات، لقد قدم بعد أن كان مديراً عاماً لمصلحة الاحصاءات العامة والتي في عهده تمت أول احصاءات سكانية رسمية للمملكة ثم انتقل إلى معهد الادارة العامة ليبرز ويثبت مواهبه الإدارية في تطوير برامج الادارة وبرنامج الابتعاث للدراسات العليا لمنسوبي المعهد والتي آتت ثمارها بعد عودة هؤلاء المبتعثين بحيث أصبح المعهد وبتوصيات من معاليه مصدر إمداد للادارات الحكومية بكفاءات عالية ومؤهلة ولم يقتصر الأمر على الادارات الحكومية فقط بل أتاح الفرصة لعدد من منسوبي المعهد المؤهلين للالتحاق في الشركات من القطاع الخاص فلم يميز بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص المهم همه - رحمه الله - ان تكون منتجاً لهذا الوطن. أبا زياد، لقد تركت فراغاً كبيراً وكبيراً جداً بين محبيك ولكن عزاءنا أنك باق في قلوبنا وبسمعتك وأمانتك وشرفك سوف تردّد على كل لسان واسمح لي أن استعير رثاء الدكتور إبراهيم المديميغ: عزائي للوطن والوطنية وللشرف والشرفاء، والأمانة والأمناء.. أبا زياد نم قرير العين حيث خلّفت أبناءك زياد وإياد وعماد وفؤاد وسعود وبدر وعبدالله وهم سائرون على نهجك بحول الله وقوته.