نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس عن ناشطين سوريين أن تدفق الأسلحة إلى الثوار في سورية تباطأ على مدى الأسبوعين الماضيين، وذلك في خطوة مؤقتة جراء المخاوف المتزايدة من عسكرة الصراع الدائر في البلاد منذ 16 شهراً. وقالت الصحيفة إن الناشطين أعطوا تفسيرات مختلفة لتباطؤ وصول شحنات الأسلحة عبر طريقها المعتاد من الحدود التركية السورية، فيما قال مصدر بارز في المعارضة السورية إن إغلاق هذا الممر يعود إلى القلق التركي في أعقاب إسقاط سورية لطائرة عسكرية تركية الشهر الماضي. ونقلت عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته قوله «نعقد اجتماعات كل يوم مع الأتراك ونأمل أن يتم حل المشكلة قريباً». وأضافت الصحيفة أن ناشطاً آخر يعمل مع «الجيش السوري الحر» ويشغل منصب منسق الخدمات اللوجستية فيه يُدعى لؤي المقداد «أكد أن عمليات تمويل المعارضة السورية وتزويدها بالأسلحة من مصادرها فترت في الآونة الأخيرة لإعطاء الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الأزمة فرصة للنجاح، ويشتبه بأن تقوم روسيا أيضاً بتخفيف شحنات الأسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد». وقالت إن المصادر دعمتا على حد سواء تسليح الثوار السوريين لكنهما لم تؤكد رسمياً ذلك، فيما تنفي تركيا أن تكون تساعد في تسهيل تدفق الأسلحة إلى سورية، والتي يقول ناشطون سوريون إن المخابرات التركية تقوم بتسليمها عادة للثوار على الجانب السوري من الحدود، وحذّرت حكومات غربية من أن تسليح الثوار من شأنه أن يقود إلى تصعيد الأزمة في سورية. وأضافت أن قدرات الثوار طرأ عليها تحسن في الأشهر الأخيرة جراء تزويدهم بالمزيد من الأسلحة ما تسبب في ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش النظامي السوري، ويعتقد الناشطون السياسيون السوريون الداعمون لجهود تسليح الثوار أن العقبات التي ظهرت خلال الأسبوعين الماضيين وأدت إلى تأخير تسليم شحنات الأسلحة يمكن أن تضعف الثورة. وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن العميد الركن مصطفى الشيخ، رئيس ما يسمى ب»المجلس العسكري الثوري الأعلى»، خفف من الأضرار المحتملة لتأخير تسليم شحنات الأسلحة للثوار السوريين، وأصرّ على «أن الاستراتيجية الرئيسية للمقاتلين هي الاستيلاء على الأسلحة والذخائر من الجيش السوري». ونسبت إلى العميد الشيخ قوله «لم نكن نعتمد على المساعدة الخارجية وما تلقيناه من أسلحة لا يغطي منطقة مساحتها 30 كلم من أرض المعركة، ونحن نعلم أن هناك ضغوطاً على المعارضة ونشعر أن لا أحد يريد المساعدة».