تنتشر في أسواق الجملة في مدينة كوانزو ثالث أكبر مدن الصين شهادات التزكية الموقعة باسماء سعوديين حيث يضعها بعض أصحاب المحلات التجارية على الواجهة وتنصح الزائر بالشراء من المحل نفسه، وتكيل له عبارات المدح والثناء. التجار ورجال الأعمال السعوديون يكثرون التردد على تلك الأسواق ما يجعل تلك الشهادات المكتوبة باللغة العربية أشبه بمتاجرة لكسب العملاء. يقول كيو إلن "بائع في محل أدوات صحية": وضع تواقيع وشهادات وتزكيات السعوديين أسلوب تسويقي جديد أفرزه التنافس المحموم بين المصانع والمحلات الصينية للفوز بالعملاء السعوديين من رجال أعمال وممثلي شركات ومؤسسات سعودية ومن زبائن يشترون لأنفسهم كونهم يمثلون الفئة الأكثر ترددا على الأسواق الصينية. وأضاف: عادة ما يطلب مدير المتجر أو مسؤول التسويق من السعوديين المترددين كتابة أو تدوين توقيع أو شهادة تبرز أهمية المحل من حيث التعامل والأمانة ورخص السعر، لكن للأسف هناك من يستغل هذه الشهادات ويبدأ في وضع أسماء وعبارات مزيفة ويبرزها على واجهة قسم المحاسبة في المتجر، فثمة متاجر تستغل هذا الأسلوب لكسب مزيد من الزبائن. المواطن يوسف منير الذي يجوب سوق الرخام والسيراميك في مدينة فوشان الصينية، أكد أنه لاحظ بروز لوحات الشهادات والتزكيات بأسماء سعودية وهو ما أثار شكوكه معتبراً ذلك شراكاً لاصطياد الزبائن. وأضاف: للأسف لا نجد مثل هذه الأساليب في الشركات أو الماركات المتخصصة وفي المحلات الفاخرة، بل في المحلات التجارية الشخصية وعلى الرغم من مواجهتنا لهم إلا أنهم يصرون على تمرير تلك الأساليب. أسلوب إبراز الكتابات والتواقيع السعودية لم يكن محصورا في أسواق ومحلات بيع الرخام والسيراميك، بل امتد الى أسواق الحاسبات والكاميرات والساعات والهدايا والخردوات ما يؤكد أن الأسلوب الصيني لتسويق منتجات المتاجر يأتي على حساب الجودة وارتفاع السعر. ويشير المواطن يوسف الكردي "تاجر في مواد البناء والأدوات الصحية" إلى أن الشهادات المشبوهة والمزورة لا تحمل جوال أو بطاقة عنوان الشاهد أو المزكي وهي عبارة عن سرد من الكلمات التي تكيل المدح لأصحاب المحلات وتنصح بالتعامل معهم. وتتعدد تلك الشهادات بين عبارات الثناء والصدق والأمانة لاصحاب تلك المحلات.