نفى مصدر حكومي أن تكون الرباط قد غيرت من موقفها الرافض لتجديد التعامل مع المبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس. وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن بان كي مون، وبعد أن جدد الثقة في مبعوثه الشخصي، نجح في إقناع المغرب بالعدول عن موقفه بدعوى "صعوبة العثور على مبعوث خاص جديد مستعد للمهمة". غير أن المصدر ذاته أكد أن الرباط لا تزال متشبثة بموقفها بخصوص سحب الثقة من الوسيط الأممي في قضية الصحراء. ويذكر أن المغرب كان قد قرر سحب ثقته من كريستوفر روس الذي اتهمه بعدم الحياد وبعرقلة مسار المفاوضات مع البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب. وذكرت مصادر متطابقة أن الأمين العام للأمم المتحدة يخشى من أن يقود الفراغ في المفاوضات إلى سيناريوهات غير متوقعة، ويشار، في هذا الإطار، إلى أن البوليساريو عادت إلى التهديد بحمل السلاح ضد المغرب، فيما أكد مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية تشبث الرباط بإيجاد حل سلمي متوافق بشأنه تحت إطار الأممالمتحدة. ويشار إلى أن المواجهات المسلحة بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية كانت قد توقفت بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار تحت إشراف الأممالمتحدة. وفي السياق ذاته، نبه تقرير أنجزته مجموعة التفكير الأمريكية (أطلنتيك كونسل) ومجموعة "سوفان" المختصة في القضايا الاستراتيجية الدولية إلى أن الصلة، التي تزداد وثوقا بين تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"البوليساريو"، تشكل تهديدا يحدق بمنطقة الساحل والمغرب العربي. وأضافت الوثيقة أن الوضع في شمال إفريقيا أصبح أكثر خطورة، حيث إن تنظيم القاعدة كان المستفيد من ظروف الإطاحة بنظام القذافي، من خلال الاستفادة من تدفق الأسلحة ومن المقاتلين، الذين حاربوا إلى جانب النظام السابق والقوات الموالية له.