في الرواية الشهيرة الموسومة ب(1984) لجورج أورويل والتي صدرت في العام 1949، وترجمها للعربية أنور الشامي، تنبأ الكاتب البريطاني للمصير المخيف الذي ينتظر العالم، وهو كما نراه في عالمنا اليوم تماماً، إذ انطلق من أفكار عدة تشابكت في سياق درامي وصل من خلالها لنبوءته، ومنها فكرة الغرفة 101 وهي غرفة التعذيب النهائية في ما سماه ب (وزارة الحب)، والتي تعتبر نموذجاً لأسوأ ما تكون عليه غرف التعذيب!. استحضرت هذه الراوية، وغرفة الرعب 101تحديداً بمجرد أن زف لنا (الفيفا) الخبر المشؤوم عن تراجع منتخبنا للمركز 101 ، وهو المركز الأسوأ في تاريخه، وهو المركز الذي لربما ما كان ليخطر على بال أحد مهما بلغت درجت الاستشعار لديه بمن فيهم جورج أورويل نفسه؛ خصوصاً إذا ما تحدثنا عن منتخب كان قد وصل إلى المركز 21 من بين أفضل منتخبات العالم في تصنيف (الفيفا)، وذلك قبل أقل من عقدين فقط. السؤال البديهي إذاً الذي يطرح نفسه في هكذا سياق هو كيف حصل ذلك؟!، وهو السؤال الذي يجر معه عادة عشرات الأسئلة التي تبدأ بمن المسؤول؟! ولا تنتهي عند مَنْ يحاسب مَنْ؟!، ومع كل سؤال منها تخرج أصابع الاتهام لتشير للاتجاه نفسه، لنعود معه للمربع الأول الذي لا نكاد نخرج منه منذ سنوات إلا لنعود إليه، وهي السنوات التي ضاعت في البحث عن حلول، رغم أننا كنا جميعاً ندرك يقيناً أننا لن نصل أبداً لعلاج لداء الكرة السعودية المتفاقم طالما ظللنا نخدع أنفسنا بأن عنصر المشكل قد يكون عنصر حل في ذات الوقت!. الأعظم من كل ذلك أننا جميعاً بلغنا إلى مستوى القناعة بعد توالي الانتكاسات، الواحدة تلو الأخرى بأن ما تعانيه الكرة السعودية ليس مجرد صداع عابر يزول بالمسكنات، وإنما هو ورم مستشرٍ في (الدماغ) لا ينفع معه إلا الاستئصال؛ لكن عدم الاعتراف بحقيقة وجود مرض تارة، والفشل في التشخيص تارة ثانية، والمكابرة على نوعية العلاج تارة أخرى، جعل المشكلة تتفاقم إلى درجة بات من الصعوبة بمكان العلاج على الأقل في المدى المنظور. مسيرو الرياضة السعودية باتوا على قناعة اليوم أن العلاج يكمن في الخصخصة بوصفها الحصان الذي سيجر العربة التي ستحمل كل المشاكل المتراكمة للكرة السعودية، بعد سنوات من تركهم العربة بلا حصان يجرها، وهي القناعة التي لا مفر منها، بعد أن ظلت لسنوات ملفاً مركوناً في درج التسويف، وحين أخرج وتمت تسويته قيل لنا أن علينا الانتظار حتى العام 2015، ما يعني مزيداً من الانتكاسات، والفضائح، ومسخ وجه الكرة السعودية أكثر مما هو ممسوخ اليوم!. وبالعودة لرواية جورج أورويل، فإن الروائي البريطاني توصل إلى أن الغرفة 101 هي أسوأ ما يمكن أن تكون عليه غرف التعذيب في العالم؛ لكن يبدو أن (رواية الأخضر) مفتوحة على ما هو أفظع من المركز 101 في تصنيف الفيفا، إذ الحبل يبدو على الجرار.