يتوجّه الليبيون إلى صناديق الاقتراع اليوم السبت للمرة الأولى منذ عقود لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي سيكون بمثابة هيئة تأسيسية تختار الحكومة المقبلة، لكنها لم تتمكن من اختيار أعضاء لجنة صوغ الدستور الجديد بعدما نزع المجلس الوطني الانتقالي هذه الصلاحية منها قبل يومين فقط من إجراء الانتخابات. وفي ظل غياب استطلاعات للرأي موثوق فيها، من الصعب التكهن بهوية الحزب الذي سيتمكن من حصد أفضل نتيجة في المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد خُصص 120 منها للمستقلين والبقية للأحزاب. ويتنافس حوالى 100 حزب في هذا الاقتراع «التاريخي» بعد اربعة عقود من الديكتاتورية. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن ثلاثة أحزاب رئيسية تتنافس على الانتخابات، هي حزب «العدالة والبناء» الإسلامي المنبثق من «الاخوان المسلمين» وحزب «الوطن» التابع للقائد العسكري السابق في طرابلس عبدالحكيم بلحاج وائتلاف الليبراليين الذي تشكل من اجل الانتخابات برئاسة رئيس الوزراء السابق للمجلس الوطني الانتقالي اثناء الثورة محمود جبريل. وصرح وزير المال والنفط السابق في المجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني إلى «فرانس برس»: «ليست لدينا استطلاعات للرأي، وبالتالي ليست لدينا أي فكرة عن قوتنا او نقاط ضعفنا». وخلافاً لذلك أكد محمد صوان زعيم حزب «العدالة والبناء» بأن حزبه قوي بفضل «القواعد الشعبية»، مقللاً من شأن «التكنوقراط» الليبراليين. وقال: «نعتقد بأن المؤتمر الوطني بحاجة إلى كتلة متينة تحظى بدعم شعبي خصوصاً في ليبياً»، معتبراً انه في غياب هذا الدعم سيواجه التكنوقراط «صعوبات كبرى في قيادة البلاد». كما أن حزب «العدالة والبناء» مستعد للتحالف مع الاحزاب «القريبة ايديولوجيا» لتشكيل كتلة إسلامية متينة، مشيراً إلى حزب «الوطن» أو «الجبهة الوطنية» الحزب السياسي المنبثق من جبهة الانقاذ الليبية التي شكلها في الخارج معارضون في المنفى في عهد نظام معمر القذافي. وعلى رغم المنافسة الشديدة من الإسلاميين في مجتمع محافظ وأيضاً على رغم خيبات الأمل في الانتخابات التونسية والمصرية، لا يزال ائتلاف جبريل الذي يضم أكثر من 40 حزباً صغيراً و200 منظمة، يؤمن بفرصه في الفوز. ويضم الائتلاف شخصيات تحظى بتأييد قسم كبير من الليبيين مثل الترهوني وجبريل اللذين اثبتا جدارتهما خلال النزاع الذي اطاح نظام القذافي. وصرح فيصل الكريكشي الأمين العام لتحالف القوى الوطنية الليبية: «هدفنا الحصول على الغالبية. سنرى لاحقاً ما اذا كنا سنحتاج الى تحالفات» مع احزاب أخرى، رافضاً فكرة انقسام سياسي محتمل بين الإسلاميين والليبراليين. وقال: «لاعادة اعمار ليبيا نحتاج إلى خبراء وليس إلى خبرات»، مشيراً إلى ضعف الحكومة الحالية والمجلس الوطني الانتقالي اللذين يهيمن عليهما الاسلاميون. وخلال الحملة الانتخابية تبنى المرشحون الاسلاميون وكذلك الليبراليون المواضيع نفسها تقريباً: الاسلام واعادة الاعمار والتحديث. وفي غياب التقاليد الديموقراطية، سيكون للقبائل دور محوري في هذه الانتخابات. وقال كارلو بيندا مدير فرع المعهد الديموقراطي الوطني في ليبيا: «لم يشارك اي مرشح في الانتخابات سابقاً. لقد انطلقوا جميعاً من نقطة الانطلاق نفسها». وعشية الانتخابات، عمد مسلحون من انصار الفيديرالية في ليبيا الى اقفال مرافىء نفطية، فأججوا المخاوف المتفشية حول هشاشة الوضع الأمني، عشية اول انتخابات في البلاد منذ عقود. فقد توجه مسلحون مساء الخميس الى مرافىء السدرة وراس لانوف والهروج والبريقة على طول الساحل الشرقي للبلاد، لتطلب منها بطريقة ودية، كما قال المسؤولون المعنيون، وقف عملياتها. ودعا انصار الفيديرالية الذين ينتقدون توزيع المقاعد في المؤتمر الوطني العام (100 مقعد للغرب و60 مقعداً للشرق و40 مقعداً للجنوب) الى مقاطعة الانتخابات وهددوا بنسفها. وحرصاً منه على تهدئة غضبهم، عمد المجلس الوطني الانتقالي الى نزع واحدة من ابرز صلاحيات المؤتمر الوطني المقبل، وهي تعيين اعضاء اللجنة المسؤولة عن صوغ الدستور الجديد. الى ذلك (رويترز)، قال مسؤول محلي إن طائرة هليكوبتر تحمل لوازم خاصة بالانتخابات البرلمانية هبطت اضطرارا خارج مدينة بنغازي بعد إصابتها بنيران مضادة للطائرات. وقال حامد الحاسي رئيس المجلس العسكري لاقليم برقة إن أحد ركاب الطائرة قتل. ولم تعرف على الفور هوية المهاجمين.