كان الامن في هذه الجزيرة طفلاً ضائعاً يتيماً مشتتاً لم يجد له للخير والرشاد يد الاب الذي توجهه ليس ذلك فحسب بل ان التطاول عليه من قبل البشر سمه سائدة يفتخر بها الجميع لتغيير المفاهيم الاجتماعية في زمن ساده الجهل والظلام حتى اصبح الجاني محل اعجاب جلاسه ليس ذلك فحسب بل ان الجاني يشار له و مضرب امثال وقدوة يقتدى به في شجاعته فالسارق وقاطع الطريق يحكي بأمجاده وفي بطولاته وقوته وعنفوانه وكان هذا الطفل اليتيم يترنح بين جنبات الحياة يوماً يغمى عليه ويوماً يفقد وعيه حتى جاء المؤسس واحتضنه ورعاه بل رباه في كنفه وما لبث ان كبر هذا الطفل بسرعة حتى اصبح شاب يافعاً واخذ يجول مع الملك عبد العزيز -رحمه الله -ويضعه في كل شبر تصل اليه فتوحاته كبر هذا الشاب واخذ يواجه المشاكل المستعصية ويكافحها وتدرج على تربيته هذا الشاب ابناء المؤسس واخذ كلاً منهم ينصحه و يقدره ويهتم به إنفاذاً لوصية الوالد الحكيم. حتى وصل إلى رجل ليس كل رجل الى كيان أمة في رجال في شخص حوى الدين والثقافة والعلم والفكر والأدب والحلم وصفات لا يتسع المجال لذكرها تجسدت في شخصية سيدى الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله . ومنذ ذلك الوقت تحول الشاب اليافع الى رجل حليم حكيم وفي نفس الوقت رحيم قوي فجمع كل الصفات بل اكتسبها من شخص مهما كتبت فيه لن توفيه حقه لأن الاقلام والأوراق كتبت عن اشخاص كثيرة ولكن يا سيدي يعجز القلم ان يكتب عنكم. ماذا نقول وماذا نكتب ؟!!! ان الفجيعة على فرقاك اكبر من ان نوصفها ولكن عزاءنا بأننا مؤمنون . سيدي انكم لم تهتموا بمخرجات الامن فقط بل اوليتم الفكر و المدخلات اكبر اهتمام ومنحتهم من يعمل تحت امركم في هذه الدولة جل الاهتمام وقمتم بتأهيلهم على أعلى المستويات حتى حصلوا على أعلى الدرجات العلمية ونالوا الشهادات العليا وانا واحد منهم وهذا فضل لك بعد الله لن ننساه مادمنا على قيد الحياة . سيدي لسنا نحن الوحيدين الذي نبكي فراقك بل الوطن والمواطن والمقيمون في كافة اصقاع العالم ولكن هناك شاب اجهش بالبكاء حتى اصبح بكاؤه يبكي الجميع واخذ يقول فارقت معلمي فارقت ابي فارقت خليلي فارقت من ابكاني فراقه . اتعرف يا سيدي من هذا الشاب انه الامن بجميع مكوناته ومدخلاته وكافة مخرجاته وجميع عامليه وجميع ما تعنيه الكلمه ومردفاتها من معنى . سيدي انت لم تكن على رأس الهرم في الأمن فقط بل انك أسست نهجاً شاملاً ورسمت منهجاً سوف يبقى من بعدك مضرب أمثال يحتذى بها . كيف لا يذكرك الجميع وأنت الذي دحرت الارهاب ليس فقط في مكافحته فحسب بل انك استخدمت حنكتك وحكمتك وحزمك وحولت كثير من الذين اعتنقوا الفكر الضال إلى اسوياء وأرجعتهم إلى مجتمعهم مواطنين صالحين . سيدي إن فضلك بعد الله على الأمن لا ينكره إلا جاحد حاقد . وان كان من مقومات المجتمع الناجح وأحد ركائزه الامن فنحمد الله أنْ جعل الامير نايف على راس هذا الهرم ونحمد الله بأن نهجك سوف يكون بعدك لنحتذي به ونكمل المسيرة من بعدك في ظل الحكومة الرشيدة. سيدي ان في القائمين بعدك على الامن رجالاً سوف يكملون مسيرتك وعلى رأسهم سمو سيدي الامير أحمد بن عبد العزيز –حفظه الله-بل اكفاء سوف يبذلون الجهد المضاعف حباً وولاء ورداً للجميل لك يا سيدي رحمك الله وتقبلك وجعل نزلك الفردوس الأعلى من الجنه وألهم قيادتنا وألهِمنا الصبر فلا ندري من نعزي بك ياسيدي.