مرت علينا أيام ثقال أدمعت منها العيون وتألمت منها القلوب وصعدت بها الأنفاس وتوالت بها الأنباء بوفاة ولي العهد المغفور له بإذن الله تعالى الأمير نايف بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وجعله من المقبولين. سحابة من الحزن فجع بها الكبير وذهل منه الصغير ألقت بظلالها علينا جميعا حكومة وشعبا فلا راد لقضاء الله وقدره ولا حول ولا قوه الابالله، ولكن من فضل الله أن من علينا بقيادة رشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- رغم ما بنا من حزن عميق وأوقات عصيبة ألمت بأمتنا العربية بأجواء سياسية متقلبة وظروف اقتصادية متدهورة فقد استطاعت بلادنا أن تتخطى الظروف وتتجاوز العقبات ويسير بنا بسلام وأمان. وما هون علينا مصابنا بأن الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله أنه كان قائد الأمن والأمان الذي استطاع بفضل حكمته وحسه الأمني العالي أن يحافظ على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي حبانا المولى عز وجل، وقد كان سجل سموه رحمه الله حافل بالإنجازات والمهام الجسام التي أوكلت إليه وأداها بكل حكمة واقتدار وصاحب فكر فذ ونظرة شمولية ثاقبة،ومواقف حازمة سخرها جميعا لخدمة الوطن وأبناء الوطن. وإن كان قد انتقل الأمير نايف إلى جوار ربه ، فقد عوضنا الله تعالى بعضيد له يتمتع برصانة وهدوء وحكمة وبعد نظر وخبرة طويلة في عدة مجالات، لم يبخل على وطنه ومواطنيه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يحظى بلا شك باحترام وتقدير كل فئات المجتمع ،وذلك لما يتصف به من حضور لافت ،على كافة المستويات المحلية والخارجية، فضلا الى تمتعه بصفات قيادية نادرة ، قلما تجدها في شخصية أخرى. إن اختيار قيادتنا الرشيدة الأمير سلمان وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، قد وجد ترحيبا كبيرا داخل وخارج المملكة ، وحقا فإنه خير خلف لخير سلف،ويستطع بما يمتلكه من مؤهلات القائد الفذ أن يملأ الفراغ الذي خلفه المغفور له بإذن الله تعالى الأمير نايف، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، ولا أريد أن أعدد انجازاتهما فهي معروفة لدى الجميع ولا تخطئها عين. إن المملكة حكومة وشعبا تتطلع وبكل تفاؤل أن يواصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وبعد أن نال الثقة الملكية الكريمة الإنجازات التي حققها الأمير نايف، طيب الله ثراه، وهي إنجازات يحفظها التاريخ ولا تنمحي عن الذاكرة، مها طال الزمن. وسموه الكريم جدير بهذه الثقة لأنه على قدر المسؤولية، الجسيمة التي تنوء عنها الجبال. وأننا نزف التهنئة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على نيله للثقة الملكية الغالية بتعيينه وليا للعهد ونبايعة، سائلين المولى عز وجل أن يعينه ويوفقه على أداء مهامه، كما نسأله عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على بلادنا، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين.