في حال سوريا، ضرورة اللقاءات والاجتماعات، مكملة لنضال الشعب السوري، لكن ما هي حسابات الأرباح والخسائر بين اجتماعات دولية تحاول أن تخترع الحلول بالتوافق، وتتجاهل الواقع المر للشعب، ولأن المعركة بين الروس والصينيين، مقابل دول حلف الأطلسي، خلقت تصوراً بأن كل طرف يريد حماية أفكاره وأهدافه، من خلال ابتزاز الآخر، فالحلول لن تكون ناجزة وسريعة.. فالروس يدفعون بإمكاناتهم السياسية والعسكرية حتى لا يسقط النظام، وإنما يتم ترميمه بتشكيل حكومة وحدة وطنية، اعتبرها أنان المخرج الوحيد، لكن الاقتراح لن يدخل مرحلة التنفيذ لأنه لا يتطابق مع رغبات المعارضة، والدولة تراه فرصة لاعطائها الوقت لقهر معارضيها بالقوة، وبالتالي فالاقتراح ميت في مهده، لأنه لا يعطي ضمانات للشعب، ولا يدين السلطة أو يفترض اقتلاع رموزها من أجل احلال حكومة وطنية.. المعارضة السورية عجزت أن توحد صفوفها، مما أعطى للنظام قوة الاستقواء بسلاحه والرهان على أن من يدير المعركة من الشعب هم إرهابيون لا يمثلون إلا النسبة الضئيلة من المواطنين، متكئاً على انقسام المعارضة وضعفها وتشتتها، وبين وجهتي نظر أعضاء المجلس الوطني الذين يعالجون خلافاتهم من خلال مزايداتهم.. النظام حتى لو تقوى بحلفاء كبار أو متوسطي القوة، فأي تغير في توحيد صفوف المعارضة، سيقوي موقف الجيش الحر، ويعطي الأمان لمن سوف يتخلون عن السلطة بدون محاسبة على أخطاء غيرهم، ما يمهد لانشقاقات أكبر وأهم، قد تضعف قبضة الحكومة على المدى البعيد، وحكاية حل دولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعطي مهلة عام كامل تحتاج إلى رأي مقابل من قبل المعارضة في تحليل المشروع، وفيما إذا كان فيه نقاط ايجابية تخدم مصلحة المعارضة، وتفوت الفرصة على السلطة التذرع بأنها قبلت ما رفضه الطرف المقابل.. العقدة ليس تفاوت الأفكار والمواقف بين المجتمع الدولي والمعارضة والحكومة السورية، لكن على الدور الضعيف جداً عربياً بالتحديد، ثم تركيا التي لديها رؤيتها، ولكنها ظلت أقل من اتخاذ قرارات استراتيجية، وقد يعود السبب انها أسيرة عضويتها في حلف الأطلسي الذي لا يعطي رخصة لأي عضو التصرف منفرداً، ومع أن اسقاط طائرتها من قبل القوات السورية، حشد الحلف ضد هذا التصرف، إلا أن الرد جاء دبلوماسياً بلغة ساخنة، ومن يعرف نظام الأسد يدرك أنه لا يهتم بهذه الاجراءات، ليس لأنها لا تخافها، لكنها في طبيعة تصرفاتها، اتخذت موت الشعب مقابل تفردها بالحكم، وهذا سبب يجعلها تأخذ كل الاحتمالات بأن زوالها بأي واسطة داخلية مدعومة من عدة أطراف، أو تدخل دولي، فإن القاعدة التي انتهجتها تبقى المعادل الذي يناسب تصرفاتها ودوافعها لاتخاذ التصرف المضاد لكل من له علاقة بالأوضاع.. الذي طور هاجس الموت المتبادل والقسوة الهائلة التي خرجت إلى حدود الجريمة المطلقة، تنامي إرادة الشعب وأخذ الجيش الحر قدرات اتجهت أن تصد هجمات قوى السلطة فمسار هذا الاتجاه يعني أن اجتماع القاهرة إذا ما خرج بقرارات توحد المعارضة، فإن تغيراً شاملاً سوف يقلق السلطة ويضعها في مأزق جديد..