تلقى سعادة رئيس التحرير تعقيباً من المستشار خالد هدوب المهيدب حول ما تضمنته زاوية (لقاء) بعنوان آنية الركود. وفيما يلي نص التعقيب: أخي سعادة رئيس تحرير جريدة الرياض ... وفقه الله الأستاذ تركي السديري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أبعث لكم هذا التعقيب بعنوان (ابن سبكتكين سبق طالبان في هدم الأصنام) ومضمونه: اطلعت على ما تضمنته زاويتكم يوم الثلاثاء 30/5/1426ه تحت عنوان (آنية الركود) حيث أشرتم في معرض حديثكم عن نشاط الدعوة المسيس - حسب رؤيتكم الشخصية - وذكرتم أن (طالبان قامت بتكسير تماثيل حجرية لبوذيين، والجميع يعرف أنه لا يوجد أي صاحب ديانة سماوية يمكن أن يعبد حجراً)! وفي قولكم هذا إيهام للقارئ بأن الديانة البوذية ديانة سماوية وهذا خلاف ما عليه أصول هذه الديانة الوضعية التي لا تندرج ضمن الديانات السماوية، إضافة إلى ذلك فإن القائد المسلم محمود بن سبكتكين سبق حكومة طالبان في تكسير الأصنام التي تُعبد من دون الله، فقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - في معرض حديثه عن أحداث عام 418ه قوله: ورد كتاب من محمود بن سبكتكين يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضاً وأنه كسّر الصنم الأعظم الذي لهم المسمى بسومنات، وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم، وينفقون عنده النفقات والأموال الكثيرة التي لا توصف ولا تعد، وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة، وقد امتلأت خزائنه أموالاً وعنده ألف رجل يخدمونه وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس حجيجه وثلاثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه لما يضرب على بابه الطبول والبوقات، وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه، وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم وكان يعوقه طول المفاوز وكثرة الموانع والآفات. ثم استخار الله السلطان محمود لمَّا بلغه خبر هذا الصنم وعُبَّاده وكثرة الهنود في طريقه والمفاوز المهلكة والأرض الخطرة في تجشم ذلك في جيشه، وأن يقطع تلك الأهوال إليه فندب جيشه لذلك، فانتدب معه ثلاثين ألفاً من المقاتلين ممن اختارهم لذلك سوى المتطوعة فسلمهم الله حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن ونزلوا بساحة عُبَّاده فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة، قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خمسين ألفاً وقلعنا هذا الوثن وأوقدنا تحته النار. وقد ذكر غير واحد أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالاً جزيلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم، فأشار من أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال وإبقاء هذا الصنم لهم فقال حتى استخير الله تعالى فلما أصبح قال: إني فكرت في الأمر الذي ذكرتم فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم أحب إليَّ من أن يقال الذي ترك الصنم لأجل ما ينال من الدنيا، ثم عزم فكسره - رحمه الله - فوجد عليه وفيه من الجواهر واللآلي والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة». ولعلي من خلال إبراز هذه الواقعة أن أبرهن للقارئ الكريم أن هناك أمماً تعيش بيننا مازالت عاكفة على عبادة تماثيل وأصنام تمثل رموزاً لآلهتهم الباطلة فواجبنا جميعاً أن نقف صفاً واحداً في دعوتهم واستنقاذهم من براثن الشرك والضلال وتوظيف كافة الإمكانات والوسائل المعينة على القيام بهذا الواجب الذي شرفنا الله به كما قال سبحانه وتعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}. خالد بن هدوب المهيدب ٭ تعقيب «الرياض»: المقصود بأصحاب الديانات السماوية كما هو واضح لا يخص البوذيين ومن تصرف القائد المذكور يتضح أنه تردد وقارن في أفضلية النتائج. والوقت الحاضر لا نستطيع أن نعادي الصين والهند وتايلاند وغيرها من دول شرق آسيا وفي نفس الوقت لا نقر ولا نقبل بمثل ذلك التعبد.