جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان عبدالعزيز ولياً للعهد بمثابة البلسم الشافي لألم فراق "نايف الحكمة" ومما هون مصيبة الفقد والفراق القرار الحكيم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وليا للعهد.. الأمر الكريم تلقّاه الناس بالقبول واطمأنت القلوب وارتاحت النفوس ، ولاشك أن لولاة الأمر حقاً علينا بالسمع والطاعة لهم بالمعروف، والدعاء بالتوفيق، وتبقى مملكتنا بإذن الله في أمن واستقرار رغم التحديات العظيمة وهو صامد بقيادته الحكيمة ويعيش في ظل هذه الحكومة المباركة. وبقدر ما أحزننا فراق صاحب السمو الملكي الأمير نايف، ففقده خسارة كبيرة للوطن، وهو أحد أركان الحكم في البيت السعودي الكريم، بقدر ما خفّف مصابنا وحزننا إسناد ولاية العهد للأمير سلمان ، وهو الذي قضى أكثر من خمسين سنة في خدمة الدين والمليك والوطن، حيث إنه عمل مع إخوانه الملوك في خدمة الوطن والمواطن.. وهو الذي تسلّم الرياض فطوّرها وتابعها وعشقها وعشقته حتى أصبحت الرياض من أهم وأكبر وأميز عواصم العالم. وتباشرت الناس من شرق المملكة إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها وفي وسطها وبكل بقعة منها، بتعيين أميرنا المحبوب "سلمان الوفاء والعطاء" ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ليكون عضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، رجل المبادرات الإنسانية وصانع مسيرة التغيير والإصلاح ومعزز دور الحراك الثقافي المجتمعي في الوحدة الوطنية، وبناء مقومات التنمية المستدامة الاقتصادية. "سلمان" هو سلمان الوفاء والعطاء والمحبة والإنسانية، وهو خير خلف لخير سلف فنحمد الله أننا في وطن الإسلام والأمن والرخاء والعطاء والتنمية، ولا ننسى ولن ينسى التاريخ ما قدمه الأميران سلطان ونايف - رحمهما الله - من عطاء لنا ولوطننا حيث سخرا حياتهما وقدما الغالي والنفيس والمسيرة ستستمر وقافلة النجاح والعطاء والبناء ستتواصل بمشيئة الله، ونحن نجدد العهد لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بأن نكون مخلصين في خدمة الدين ثم المليك والوطن. والأمير سلمان رجل دولة من الطراز الأول، وسياسي محنّك، وهو محب لعمل الخير، ويتميّز بعلاقات واسعة مع جميع شرائح المجتمع، ويعرف القبائل والأسر والأشخاص بشكل كبير فهو موسوعة تاريخية كبيرة، وحقاً هو الرجل المناسب في المكان المناسب. وكما كان قرار تعيين الأمير سلمان ولياً للعهد قراراً حكيماً خفّف عنّا المصاب في فقد نايف في ولاية العهد، فإن القرار الآخر المتمثّل في تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية أيضاً كان حكيماً؛ فالأمير أحمد هو ابن لهذه الوزارة العريقة منذ أن كان نائباً لأمير منطقة مكةالمكرمة، وهو رجل دولة ومهتم بالأمن ومتابع له، ثم لما أصبح نائباً لوزير الداخلية تعلّم في مدرسة نايف وزادت خبرته وتمرّسه في هذا المجال، وهو رجل محبوب معروف بالإخلاص في العمل وإنهاء معاملات الناس أولاً بأول، وهو رجل معروف بأنه يعمل بصمت، والكل واثق بالله ثم في سموه الكريم في خدمة هذه الوزارة التي تتابع كل مصالح الناس واحتياجاتهم. نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمده بلباس الصحة والعافية، وأن يوفّق ولي عهده الأمين سلمان ويسدّد وزير الداخلية، ويعينهم على تحمّل المسؤولية، ونسأله سبحانه أن يحفظ وطننا بلاد التوحيد والرسالة، وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يزيد أبناء هذا الوطن تلاحماً وتماسكاً.