أصعب شيء على الإنسان أن يفقد هويته، وأن لا يتعرف على نفسه أو على أقرب المقربين إليه ...!! إن هذا يحدث للأسف لبعض الناس في العالم ... وهو المرض الذي يسمى مرض الزهايمر أو الخرف والعته نسبة إلى اسم مكتشفه لويس الزهايمر Alzheimer Louis، هذا المرض يحول الذاكرة إلى حطام وأشلاء متفرقة !!. وفي دراسة نشرت عام 2008م في مجلة لانست الطبية Lancet فإن إصابة جديدة بالمرض تظهر كل سبع ثوان، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض الزهايمر إلى أكثر من 80 مليون إصابة بحلول عام 2040م. ولقد قرأت، وسمعت، بل رأيت بعض الحالات لأشخاص مصابين بمرض الزهايمر، كانوا قمة في العطاء والتفكير السديد والمركز الاجتماعي وفجأة اختطف المرض ذاكرتهم وأتى على خلايا المخ فحولها إلى ملفات بيضاء وعشوائية.. مسح جميع الأفكار والحقائق والوجوه والأسماء، وجعلهم في متاهة هائلة من المجهول .... بل إن هذا المرض يؤدي إلى تبدلات في المزاج والتصرفات، وفقدان الحماس والرغبة في الحياة .. وقد يصل الأمر إلى إهمال المصاب العناية بنفسه وإطفاء الأنوار أو عدم معرفة هويته ... أو نسيان اسمه ... وقد صور أحد الشعراء العرب هذا المرض منذ زمن بعيد فقال :- أفرط نسياني إلى غاية لم يدع النسيان لي حساً فصرت مهما عرضت حاجة مهمة ضمنتها طرساً وصرت أنسى الطرس في راحتي وصرت أنسى أنني أنسى وبالرغم من أن هذا المرض يصيب الأشخاص الذي تعدوا عتبة الستين عاماً، إلا أنه قد يصيب أشخاصاً في عمر أقل، والمرأة أكثر تعرضاً لخطر هذا المرض بمقدار الضعف. إن أهم ما يميز مرض الزهايمر هو اختطاف الذاكرة بحيث تتقلص وظيفتها يوماً بعد يوم .. والأمل كبير في الأبحاث الجادة والخاصة باستخدام الخلايا الجذعية المنشطة وذلك لزراعتها في منطقة الخلايا العصبية للمريض .... فهل ترسم البسمة مرة أخرى لمرضى الزهايمر خلال السنوات القليلة القادمة ..؟!.