أشار الأستاذ صالح الخليوي مدير عام الجمارك في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات السادس والعشرين الذي يصادف هذا العام يوم غد الثلاثاء ويقام تحت شعار مبادرات عالمية لبناء مجتمعات صحية خالية من تعاطي المخدرات بأن تخصيص يوم على المستوى العالمي واستمرار عقده سنويا لمكافحة هذه الآفة ليدل على ادارك الدول والهيئات الدولية لخطورة هذه الآفة بل لانتجاوز الحقيقة في القول بأنها اخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي والحاضر .. ويهدف هذا اليوم إلى تذكيرنا جميعا بأخطارها وما ينتج عنها ، من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية تلحق بالفرد والمجتمع وما تسببه من تهديد لحياة المتعاطين وشل قدراتهم على العطاء وبالذات فئة الشباب الذي يشكلون عدّة الحاضر وأمل المستقبل . وقال الخليوي بأن خطر هذه الآفة لايستهدف بلدا بعيه ولامجتمعا بذاته بل هي عالمية الملامح والأبعاد حيث تشمل جميع الدول والمجتمعات خاصة وأننا نعيش اليوم في قرية عالمية صغيرة مترابطة تنتقل المعلومات والمواد فيما بينها بشكل سريع مما يحتم على المجتمع الدولي التعاون في مكافحة المخدرات بأسلوب علمي متقدم . صالح الخليوي ونوه مدير عام الجمارك بالدور الريادي الكبير الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في مكافحة داء المخدرات وما تقدمه من دعم غير محدود للأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات ، إضافة إلى حرصها على مواجهة هذه الآفة بكل الوسائل سواء بنشر الوعي بين أفراد المجتمع والأسر وبالذات شريحة الطلبة بأخطارها أومن خلال إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بظاهرة التعاطي والإدمان والترويج أو من خلال تطوير برامج الدعم الذاتي للمتعافين من الإدمان على المخدرات وكذلك تطوير برامج تهدف لبناء قدرات المختصين في مجال مكافحة المخدرات . وأشار الخليوي إلى أن هناك عوامل ساعدت المراقب الجمركي على أداء عمله مما ساهم في الحد من عملية تهريب المخدرات وذكر من أهمها الاهتمام بالعنصر البشري وبناء قدراته من خلال إلحاقه بالدورات التدريبية المتخصصة في معهد التدريب الجمركي التابع لمصلحة الجمارك إضافة إلى التدريب خارج المملكة وكذلك تأمين احدث ما توصلت له تقنيات الأنظمة والأجهزة المساعدة في الكشف عن المخدرات والممنوعات الأخرى حيث تم تزويد جميع فروع الجمارك في المنافذ البرية والجوية والبحرية بأنظمة الفحص بالأشعة وأجهزة فحص الطرود بالأشعة وكذلك استخدام الوسائل الحية " الكلاب البوليسية " في الكشف عن المخدرات وغيرها من المواد الممنوعة الأخرى إضافة إلى تحليل المعلومات وتزويد فروع الجمارك بنشرات دورية تحليلية عن اتجاهات التهريب وخطوط سيرها والأساليب والطرق الحديثة المستخدمة في التهريب مدعمة بالصور الملونة وكذلك تطبيق نظم إدارة المخاطر المعتمد فيها على البيانات التاريخية عن الضبطيات السابقة وتحليلها لوضع معايير ومؤشرات للخطورة لاستهداف الإرساليات المحتمل احتواؤها على مواد ممنوعة وكذلك وجود وحدة تسمى " وحدة التحري والضبط والتفتيش المعاكس " في فروع الجمارك بالمنافذ الجمركية حيث يقوم موظفو هذه الوحدة بمراقبة الركاب القادمين وتفتيش المشتبه بتهريبهم ممنوعات داخل الأحشاء او في الجسم وتحيل خط سيرهم وكذلك تقوم هذه الوحدة بإجراءات الكشف على الإرساليات المشتبه بها ومراجعة مستنداتها وإجراء التفتيش عليها للتأكد منها والإجراءات المتخذة عليها .. كما أن المكتب المحلي بالجمارك السعودية يقوم بالتعاون مع المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات " ريلو الرياض Rilo" والذي يتبع منظمة الجمارك العالمية (wco) وتستضيفه المملكة لمتابعة ما يستجد من طرق التهريب وخطوط السير ويتم تزويد المنافذ الجمركية بها لمنع دخول الممنوعات إلى الأراضي السعودية .. وكل هذه الوسائل لمساعدة المراقب الجمركي على أداء واجباته على أكمل وجه إضافة إلى ما يتحلى به رجل الجمارك من الفطنة وسرعة البديهة وحسن التصرف . وأشار إلى أن الجمارك لم تغفل الجانب التوعوي والتثقيفي للتعريف بأضرار المخدرات حيث ركزت على إقامة المعارض النموذجية التي تشد الزائر في عدد من المنافذ الجمركية والمشاركة في المعارض التوعوية بأضرار المخدرات مع كافة القطاعات المدنية والعسكرية والتعليمية . كما اشاد بالتعاون الوثيق والتنسيق المتواصل بين الجمارك والجهات الأمنية المختصة داخل المملكة وبالذات المديرية العامة لمكافحة المخدرات وحرس الحدود وغيرها من الجهات المعنية بمكافحة المخدرات مما كان له اثر فعال في ضبط العديد من محاولات تهريب المخدرات . وحث الخليوي في ختام تصريحه المواطنين والمقيمين على التعاون مع الجهات المختصة لمكافحة المخدرات ومساندة جهودهم لدرء أخطار هذه الآفة عن أبنائهم ومجتمعهم داعيا الله عزوجل أن يحفظ لهذه البلاد قادتها ويديم أمنها وان يجنبها كل سوء ومكروه عليها .