يقال إنه ليس هناك معلم أفضل من التاريخ ! فما بالكم عندما يكون المرء مؤرخاً! فعندما يذكر أصحاب الباع في تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ الأمة العربية فلابد أن يذكر اسم الأمير سلمان في المقدمة !. الحديث عن الأمير سلمان لا تكفيه مجلدات فكيف بمقالة لكن دعونا نذكر الشيء اليسير عن بحر سلمان بمناسبة ما تشهده المنطقة العربية من تغييرات.. عندما نتحدث عن الأمير سلمان- حفظه الله - نتذكر المقولة الفرنسية الشهيرة (لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء) فإذا حللنا الشطر الثاني من العبارة نجد أن سلمان بشهادة الجميع، عرباً أو أجانب، إداري محنك كان يدير إمارة الرياض لعقود بكل اقتدار ويبت يوميا بمئات القضايا التي تأتيه من المواطنين بكل حسم ودقة لدرجة تجعل كل المتابعين يدهشون بكيفية إدارة هذا الكم الهائل من الملفات بكل احترافية وبوقت قياسي ! يقال إن الناس نوعان إما إداريا جيدا أو استراتيجيا ومفكرا متمكنا لكن من فضل الله على الأمير سلمان انه حباه الصفتين معا ! والحق يقال إنه من النادر جدا أن ترى إنسانا يجمعهما . فرغم كثرة مشاغل إمارة الرياض إلا أن ذلك لم يمنعه من تنظيم وقته والقيام بالنشاطات والملفات سواء الداخلية أو الدولية ! فمعروف للجميع ثقة ملوك هذه البلاد بأبي فهد، وكان خير مستشار لهم في جميع النواحي وكانوا يأتمنونه على اشد الملفات تعقيدا لثقتهم الكبيرة برجاحة فكره ! فعلى الصعيد الدولي كان للأمير سلمان منذ أن كان أميرا للرياض حضور ملفت في القضايا الخارجية وكانت له شبكة علاقات ممتدة سواء عربيا أو عالميا وعند تعيينه وزيرا للدفاع وبالرغم من قصر مدة تعيينه إلا انه قام بخطوات مهمة وحثيثة من اجل تطوير منظومة الدفاع السعودي أثارت إعجاب الكثير من النقاد العسكريين ! ولذلك عند تعيينه في ولاية العهد وجدت أن جميع زعماء العالم المؤثرين هنأوا المملكة بالقرار لما لهم من سابق معرفة بمكانة وشخصية الأمير سلمان ! أما إن تكلمنا عن الجانب الإنساني من سلمان فهو بحر آخر !كل من شاهد سلمان عن قرب يعرف أن له هيبة وكرزما امام الرجال لكن رغم ذلك تجده عطوفا جدا على الضعفاء ويستطيع طفل يتيم أن يخرج دمعة سلمان! جهوده الاغاثية عمت الأرض ونقول (عمت الأرض) بمعناها الحرفي وليس كمبالغة من أفغانستان وباكستان شرقا إلى البوسنة غربا مرورا بفلسطين التي أولاها الكثير من وقته هذا غير المساعدات العاجلة أوقات الأزمات !أما داخليا فحدث ولا حرج ! ولسلمان أفضال على الجميع وأهل الرياض يعرفونه حق المعرفة ولا يجتمع حب مدينة الرياض في قلب احد إلا كان حب سلمان توأما له ! ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ولسلمان على كاتب هذه السطور أفضال كثيرة غيره من المواطنين. اما لو تكلمنا عن سلمان المثقف صديق الصحفيين فهذه حكاية تشبه الأسطورة !فدون أدنى مبالغة ( إن كان للصحافة السعودية والعربية من أب روحي فهو سلمان!) واسألوا أي صحفي خليجي أو عربي ليخبركم عن أفضال أبي فهد على الثقافة والصحافة العربية ! **مما قيل هذا الأسبوع: ولي العهد الأمين نبايعك على سنة الله ورسوله كشعب سعودي على الطاعة والإخلاص . فسر يا أبا فهد عضدا وسندا لخادم الحرمين الشريفين تقودان بلدنا والأمة العربية والإسلامية لعزها ومجدها حفظكما الله جميعا.