ليس الغياب لإنسان عادي يمكن تحمله، بل هو لقامة وطنية، ولرمز اسمه نايف بن عبدالعزيز، صمام أمان الوطن الذي ناضل منذ كان شباباً، وذاد عن حمى الوطن بتولي وكالة امارة الرياض، حتى صار ولياً للعهد وزيراً للداخلية، فهو مهندس الأمن والاستقرار الاجتماعي السعودي، وتعداه إلى الاستقرار العربي بحكم انه الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. كان - رحمه الله - عامل استقرار أينما ذهب وحضر، كان ركناً في منظومة الحكم السعودي، وكانت شخصيته إحدى روافد النسيج الوطني، فكان المعالج الرصين لفكر الإرهاب، والمجفف لمنابعه المالية والفكرية، وكانت حكمته طاغية لحد البلسم الشافي لكل قضايا الأمن، ولذلك أفردته حكمته ورويته وحنكته وحزمه إلى ان لقب برجل الأمن الأول، فهو من أشرك المواطن في عملية الأمن، فاكتملت المنظومة الأمنية السعودية بشكل رائع أذهلت دول العالم، حتى أصبح يستفيد منها في قضاياه الأمنية؛ لأن التجربة السعودية التي رعاها - رحمه الله - أبهرت العالم وحققت المعجزات. وماذا بعد لو تطرقت لجهوده في مجالات التنمية التي رأس مجالسها المتعددة وحققت نتائج رائعة تعيش بلادنا في جني ثمارها ومازالت. عندما أتحدث والألم يعصرني على هذا الفراق الذي دوى فاهتزت منه القلوب حزناً وأسى، سيبكيك يا سيدي نايف كل كهل وكل شاب وكل أمّ وكل طفل، ممن رعيت شؤونهم، وحملت آلامهم، ومسحت دموعهم برقيق، عباراتك ومواساتك وبدعمك المادي والمعنوي؛ لأنهم يرون فيك الأب الحاني الذي يتعامل بأبوية الحاكم، وليس بسلطة المسؤول، لم نر يوماً انك تغيرت عن هذه الابوة فكنت صمام الأمان، ونهر سيال من الخير. كيف تغيب يا سيدي عنا ونحن أحوج ما نكون إليك؛ لأن الوطن يرى فيك قائداً ملهماً تقوده إلى بر الأمان، وكنت عضداً مخلصاً لاخوانك الملوك على مدى عقود طويلة، وخدمت الإسلام والمسلمين في شتى بقاع المعمورة.. سيدي لا أجد من العبارات ما أعبر به، تقف الكلمات وتتلعثم، ويرجع إلى صدري صداها المثقل بآلام الفقد والفراق. فباسمي ونيابة عن أهالي الجريفة أرفع التعازي لسيدي خادم الحرمين الشريفين، والأسرة المالكة، وأبناء الفقيد وبناته، واسأل الله ان تسكنه الجنة ويجعل قبره روضة من رياضها. فنم سيدي قرير العين يا بطل ملحمة الأمن، ويا سيد الحكمة والروية، ومشعل قناديل النور على مساحات الوطن، رحمك الله رحمة واسعة، فلن ننساك سيدي مادامت الحياة، ولا ينسى الأفذاذ مثلك أبداً. * رئيس مركز الجريفة بشقراء