خيم الحزن على الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بوفاة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، نعم لقد رحل الأمير نايف بن عبدالعزيز من هذه الدنيا، ولكنه باق في قلوبنا بمآثره الطيبة وإنجازاته المتعددة. لقد رحل بعد عمرٍ أفناه بدون كللٍ ولا ملل في خدمة وطنه، ومليكه، وشعبه، -رحمك الله- يا سيدي فقد تحملت المسؤوليات الجسام وسهرت الليالي الطوال في سبيل أن يهنأ شعبك بالأمن والأمان وحققت له ذلك في زمن متسم بعدم الاستقرار. رحمك الله يا سيدي فقد كنت نبراساً شهد لك العالم بذلك في القضاء على فلول الإرهاب ومخططاتهم الإجرامية. رحمك الله يا سيدي فقد كنت القائد المحنك طيلة ما يقارب أربعة عقود تبوأت فيها هرم أهم منظمة في هذا الوطن تعنى بشؤون التنمية والأمن. وها أنت ترحل والجميع يشهد بما حققته وزارة الداخلية من تطور هائل ومنجزات لا حصر لها ليس فقط في المجال الأمني بل في مجالات عدة. رحمك الله يا سيدي فلم تقف اهتماماتك على حدود الوطن، بل تعدتها لتشمل العالمين العربي والإسلامي ولعل ما حققه مجلس وزراء الداخلية العرب برئاستكم الفخرية لهو أكبر شاهد على ذلك. فقد كنت العقل المفكر في تأسيس هذا المجلس الذي أوجد مفهوم الأمن الشامل على المستوى العربي وتمخض عنه الكثير من النتائج الطيبة منها على سبيل المثال لا الحصر اتفاقيات أمنية مهمة بين الدول العربية وإنشاء جامعة نايف للعلوم الأمنية التي يشار لها بالبنان في البحوث العلمية الأمنية وإعداد الكوادر المؤهلة في المجال الأمني. كما يثمن لكم العلماء دعمكم اللا محدود والاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين وتواصلكم الدائم مع أهل العلم وحرصكم الشديد على الحفاظ على العقيدة الإسلامية من خلال منهج الدولة. وما الكراسي والجوائز المعنية بالإسلام والمسلمين التي أمرتم بإنشائها في جامعات محلية وخارجية إلا دليلاً على اهتمامكم بكل ما فيه رفعة للإسلام والمسلمين. رحمك الله يا سيدي فالكلمات تعجز عن إيفائك ما تستحق، فقد كنت الإنسان والأخ والأب لجميع أفراد شعبك. وإننا لمفجوعين برحيلك برحيل القائد الفذ المحنك الحكيم الحازم اللين. يا سيدي أسأل الله أن يسكنك جنة الفردوس الاعلى وأن يلهمنا الصبر والسلوان, وإنا على فراقك يا سيدي لمحزونون, و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }. د. فيصل بن حمود العماج - المشرف على مكتب وكيل وزارة الداخلية