بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدرة وسنته في خلقه وبقوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت "، وبنفوس صابرة على مصابها الجلل ومستبشرة بوعد الله " وبشر الصابرين " تلقت الأمة خبر وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز " رحمة الله تعالى "، والذي نزل كالصاعقة عليها لما يملكه سموه ومن مكانة وحب في قلب الأمة. يعجز القلم الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز " رحمة الله " لأنه يعلم بأنه لن يوفيه حقه وما يستحقه نظير أعماله الجليلة، فأيديه البيضاء شملت برعايتها القاصي والداني، تاركة بصماتها في جميع المجالات الإنسانية والوطنية والأمنية، وظلت خدمة الوطن والمواطن هاجسه الأول فرحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز. نايف بن عبدالعزيز كان رجل دولة قوي وحزم في وجه أعداء الوطن والمواطن، وشكل رحمة الله سدا داخليا منيعا أمام كل من تسول له نفسه مس امن الوطن والمواطن، وأنشأ سموه أجهزة أمنية بإمكانيات تقنية متقدمة، وبفكر ومنهجية متميزة. ومما يحم د لسموه إطلاق برنامج المناصحة، والذي أنشأ لمواجهة الأفكار المنحرفة بالحجة والحكمة وبأسلوب مقابلة الفكر بالفكر لدى بعض من ضلوا الطريق السوي، محقق انتصارا فكريا على أصحاب الفكر الضال، وقد فند البرنامج الشبهات والأفكار المغلوطة لديهم ودلهم على الطريق الصحيح والاعتقاد السليم، ليصنع بحنكته نبراس يحتذى به في جميع الدول، فرحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز. لقد حرص سموه على الرقي بالإعلام والإعلاميين إلى ارفع المستويات، وكان سموه شديد الحرص لتوجيه الإعلاميين لتسخير احدث التقنيات لتقديم مواد إعلامية صحيحة مستندة على الحقائق، وتميز سموه بسعة صدره بتقبل الانتقاد البناء النابع من الحرص على مصلحة الوطن والمواطن، فرحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز. نايف الإنسانية.. فقد كان سموه حريصا على مواساة ذوي الحاجة والوقف على حاجتهم، ويبادر سموه في قضاء حاجاتهم، ولعل أمره بعلاج طفل تبوك الكفيف فور سماعة بموضوعة، والذي كان أخر ما أمر به " رحمه الله "، وغيرها كثير من الحالات التي حرص سموه على عدم إشهارها للإعلام طالبا الأجر من الله عز وجل، وخير دليل على الجانب الإنساني لدى سموه فرحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز. لقد حدثنا والدي عن نايف بن عبد العزيز والدموع تنهمر من عينيه حزناً على فراق سموه " بأنه كان لمن حوله كالوالد والأخ، وانه كان " رحمة الله " رجلا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، وأميراً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني" ولا يزال صدى كلمات سموه لي تتردد في أذني وهو يوصيني بوالدي خيراً إثناء تشرفي بالسلام عليه، فرحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز. وحسب ما جرت به سنة الله في خلقه ومصداقا لقولة تعالى " لكل اجل كتاب " فقد ترجل الفارس عن صهوة جواده بعد أن دافع عن راية التوحيد ببسالة، وذاد عن السنة الصحيحة بكل ما أوتي من قوة وحكمة، وكرس حياته لخدمة الدين ورجالاته، فرحمك الله يا نايف بن عبد العزيز. واختم بالدعاء لحبيبنا وقائدنا وملكنا عبدالله بن عبدالعزيز " حفظة الله " بان يعينه على فراق عضيده وولي عهده نايف بن عبدالعزيز" رحمه الله "، و أن يرزقه الصبر والسلوان على مصاب الأمة الجلل، وان يعينه على هموم أمته. و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه نقولها بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدرة، ولا نقول إلا كما قال نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا نايف الامن لمحزونون " إنا لله وإنا إليه لراجعون " ). ونسأله تعالى آن يعوض الإسلام والمسلمين فيه خيرا وان يحفظ وطننا وامتنا من كل سوء.