تغمر المملكة جميعها حالة من الحزن والأسى على الفقد المروع والرحيل المفجع والمصاب الجلل لرجل كرس حياته لخدمة دينه ووطنه بكل صدق وأمانة، رجل من طراز فريد مثالاً لرجل الدولة الناجح اتسم بالحكمة والحنكة والرصانة والدقة والصبر والأناة، رجل تميز بالتواضع ودماثة الخلق ونصرة المظلوم وحسن التعامل مع الناس، رجل وهب حياته ووقته وجهده لخدمة دينه ومليكه ووطنه وأمته. إنه رمز وطني كبير لديه بعد نظر وحسن تقدير وحنكة سياسية وخبرة أمنية ومهارة إدارية، رجل معروف بثقافته الموسوعية وتجاربه المتنوعة، تمتع بفهم عميق لأحوال العالم المعاصر وصراعاته ومشكلاته وقضاياه ومتغيراته ناهيك عن الجوانب الانسانية المتعددة التي اتصف بها، فقد كان رحمه الله حصناً قوياً للأمة وقريباً من قلوب الناس، رجل سيذكر التاريخ إنجازاته الوطنية والدولية بأحرف من ذهب، نال التقدير والاعجاب في مختلف أنحاء العالم بمساهماته الخيرية وخدماته الانسانية. لقد حقق رحمه الله نجاحاً فريداً ومتميزاً في إدارة اشد الملفات خطورة حتى وصف بأنه قاهر "الإرهاب". سحقه بحكمته وعطل شره بصرامته وأنشأ بأسلوبه الفريد لجان المناصحة اعتمد فيها الجانب الانساني كركيزة، أسس رحمه الله مفهوم الأمن الفكري من خلال برامج تأهيلية للموقوفين بقضايا إرهابية اعتمدت على مناصحتهم وتأهيلهم النفسي والعملي وإعادة دمجهم في المجتمع باعتبارهم أبناء الوطن. إنها نظرة عظيمة من رجل عظيم نظرة تجمع ولا تفرق وتقوي ولا تضعف تسعى للتآلف وتنبذ التنافر. فلقد كان رحمه الله رجل التحديات الكبرى ورجل المسئوليات الضخمة والمهام الصعبة له مساهماته ومواقفه في القضايا العربية والاسلامية والعالمية ، خدم القرآن والسنة ، عمل على راحة الحجيج حين رأس اللجنة العليا للحج والعمرة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وتلبية متطلباتهم. وفي الختام لا يسعني أن أقول إلا ما يرضي ربنا " إنا لله وإنا إليه راجعون " وإنا على فراقك يانايف لمحزونون، رحم الله فقيد الأمة والوطن وتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله خير الجزاء لما قدمه لوطنه ودينه وأمته وأسأل الله العلي القدير أن يربط على قلوب أخوته وأبنائه ويلهمم الصبر والسلوان. *الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية