في هذه الزاوية بتاريخ 23 ابريل 2011 (العدد 15643) كتبت موضوعا بعنوان: مفاجأة جديدة للذهب الاسود (البترول انظف من الغاز). تحدثت فيه عن الدراسة الصادرة من جامعة كورنيل المنشورة في نيويورك تايمز بتاريخ 12 ابريل 2011 توضّح ان الغاز - لا سيما الحجري - يسبب الاحتباس الحراري اضعاف اضعاف ما ينسب للبترول وبذا يصبح البترول هو صديق البيئة نسبيا لأنه الأنظف كثيرا من الغاز بعكس ما تقوله اتفاقية (وبروتوكولات) الأممالمتحدة للمناخ. لقد تكالبت مجموعة من العوامل على التحيز ضد البترول كالتالي: اولا: لم تكن الدول المنتجة للبترول لديها الخبرة في التعامل مع الايرادات التي هبطت عليها فجأة بعد فقر مدقع فلم تحسن التصرف في صرف ايرادات بترولها فاستغلت وسائل الاعلام هذه التصرفات بإثارة استهجان الرأي العام الذي تحول تدريجيا من تحيز ضد تصرفات مالكي البترول الى تحيز ضد البترول طمعا في الحصول على قطعة من الكعكة. ثانيا: من ناحية ثانية وجدت حكومات الدول المستهلكة للبترول فرصتها السانحة لأخذ حصتها من كعكة البترول كمصدر سهل لسد العجوزات في ميزانياتها. لذا من اجل ان تبرر فرض الضرائب على البترول اختلقت تهمة ان البترول هو السبب في ارتفاع درجة حرارة الارض وبالتالي يجب تحميل البترول تكاليف اصلاح ما يلحقه من اضرار بأمنا الارض. ثالثا: لما كان من المستحيل ان يستطيع عدد قليل من الدول بفرض ضرائب عالية على استهلاك البترول من غير ان تتخلف اقتصاديا عن الدول التي لا تفرض ضرائب على استهلاك البترول توحدت الجهود تلقائيا بدوافع غريزة البشر (ليست مؤامرة) لاتخاذ موقف جماعي عن طريق الاممالمتحدة فتم انشاء اتفاقية المناخ UNFCCC لفرض الضرائب على البترول. رابعا: واضح للعيان تحيز اتفاقية المناخ ضد البترول لأنها ركزت على اكسيد الكربون - رغم انه ليس اسوأ الغازات الضارة - ولكن فقط لان الكربون ينبعث من البترول اكثر قليلا من الغاز. خامسا: من حسن حظ الدول المنتجة للبترول ان اكسيد الكربون الذي تم اختياره لفرض ضريبة عليه ينبعث من الفحم اكثر من البترول ولذا أصبح من حق الدول المنتجة للبترول ان تحتج بأنه لا يمكن فرض ضريبة على كربون بترولها واعطائها معونه لكربون الفحم الذي تنتجه الدول الغنية. سادسا: الآن تبين ان البترول الرخيص عمره قصير فتوسعت الدراسات لتشمل الجوانب التي استبعدتها اتفاقية المناخ واتضح ان المتسبب الأساس في الاحتباس الحراري (ارتفاع درجة حرارة الارض) ليس البترول بل تسرب الميثان في عملية انتاج الغاز ثم الفحم ثم البترول. سابعا: في تقرير حديث نشرته القارديان البريطانية بتاريخ 29 مايو 2012 يؤكد ان التحول من الفحم الى الغاز الحجري ليس كما يزعم المنتجون للغاز بانه ساعد المناخ بل تأكد العكس أضر بالمناخ اكثر من الفحم بسبب تسرب الميثان (الذي يؤثر على المناخ بأكثر من 20 مرة من تأثير الكربون) أثناء عملية انتاج Fracking الغاز الحجري. يأبى الذهب الاسود (البترول النبيل) ان يودّع الانسان الا بعد ان يسترد سمعته الحسنة لدى ناكري الجميل ويثبت قول الحق: ( لقد خلق الانسان جحودا). موضوع زاوية السبت القادم - إن شاء الله - بعنوان : المهندس علي النعيمي وأنا في خلوة وثالثنا سواق سفارتنا في الارجنتين.