لقد اطلعت على ما استعرضته مجلة تطوير والتي تصدرها الهيئة العليا لمدينة الرياض في عددها (41) تحت عنوان (نظام معلومات الحوادث المرورية يعيد ترتيب أسباب الحوادث بلغة الأرقام) وهو عبارة عن ملخص لعرض اللجنة العليا للسلامة المرورية، والذي استعرض فيه تصنيف الحوادث المرورية حسب أسبابها، والمفزع أن ثلث هذه الحوادث هي حوادث دهس مشاة مؤدية للوفاة، والتي تتمثل في أطفال أعمارهم دون سن العاشرة وهذه الفئة العمرية غالبا ما تتواجد داخل الأحياء، وهذا يدل على أن هناك خللاً ما في تصميم هذه الأحياء أوجد تلك الحوادث، ولعل طبيعة الحادث تمكننا من الاستدلال على عدة عوامل، أحدها اجتماعي وهو أسلوب القيادة، أو هندسي وهو الطريق، أو فني وهو المركبة، كل من هذه المحددات الثلاثة السابقة ترتكز على معطيات وعوامل تساهم بدورها في الحد من الحوادث المرورية، وحيث إن تخطيط الأحياء يلعب دوراً كبيراً جداً في إيجاد العلاقة بين المركبة والمشاة داخل الحي، وبالنظر إلى أسلوب تخطيط وتصميم الأحياء السكنية لدينا نجد أنه لا وجود للمشاة بها، بل إن بعض الأحياء أو المخططات التي بها طرق للمشاة غالباً ما تتحول إلى طريق للسيارات، وعند العودة إلى التصميم في هذه المشاريع نجد ان طريق المشاة كان يتقاطع مع طريق السيارات، إنها دعوة هنا للمراجعة ودراسة أسباب هذه الحوادث، والتركيز على مشكلة تصميم الحي والدعوة إلى إعادة تأهيل الأحياء على أن يكون هناك فصل واضح بين المركبات والمشاة وأن تعطى الأولوية للمشاة. وتشجيع المخططات الجديدة للاهتمام بهذا الجانب وجعله من أولويات قياس نجاح المخطط، كما أن التحفيز للمشاة هو دعوة أصبحت ثقافة يحرص عليها المجتمع، فبدلا من الذهاب لمكان مخصص للمشي فلماذا لا يكون الحي مناسباً لذلك، وبهذا نساهم في حماية الناس من الحوادث أولاً ومن ثم إعطائهم أماكن للمشي داخل أحيائهم ليعيشوا حياة آمنة وصحية. ٭ أكاديمي- جامعة الملك سعود