تشكل حوادث الدهس في المنطقة الشرقية هاجساً يؤرق المسؤولين للبحث عن سبل لحل هذه الأزمة التي بدأت تزداد خلال الأعوام الماضية، خاصة داخل المدن والطرق السريعة، وعند المدارس والمجمعات التجارية. وسجلت إحصاءات العام الماضي 879 حالة إصابة من الدرجة الكبرى و ألفين و927 حالة صغرى بسبب حوادث السيارات، فيما شكلت حوادث الدهس 130 حادث دهس ضمن الحوادث الكبرى، مخلفة وراءها عدداً من الوفيات والإصابات التي تؤدي في معظم الحالات إلى إعاقات دائمة لأصحابها. وعن أسباب ازدياد حوادث الدهس في الشرقية، قال مدير مرور المنطقة الشرقية العميد علي السويلم ل "الوطن" إن السبب الأول والرئيس هو السرعة الزائدة على الطرق الرئيسة وداخل المدن، وتجاوز كل قواعد المرور، الأمر الذي يتسبب في وقوع حوادث خطرة، ويتعلق السبب الثاني بعدم التزام المشاة بأنظمة عبور الطريق، وكذلك عدم استعمال المشاة للجسور والأنفاق التي تم تخصيصها لهم، للحد من كثرة تزايد الحوادث المميتة، وتعريض أنفسهم لمخاطر دهس المركبات. وأكد السويلم، أن هناك تنسيقا بين المرور وأمانة المنطقة لوضع عدد من جسور المشاة في القريب العاجل، وخاصة في طريق الملك فهد، نظراً لكثرة حوادث الدهس في هذا الطريق. وقال السويلم، إن بعض المواقع التي لا يمكن وضع جسور مشاة فيها لضيق المساحة، وضعت فيها ممرات مشاة وإشارات مرورية كحل بديل، إذ تم توفير وجاهزية 4 جسور للمشاة في مدينتي الدمام والخبر، وجسرين آخرين قيد التنفيذ الآن، وسيتم الانتهاء منهما وتجهيزهما في الفترة القريبة القادمة، كما أن هناك اهتماما بإيجاد العديد من الحلول، وذلك للحد من حوادث الدهس. من جانبه، قال استشاري الجراحة ومدير قسم الإسعاف بمستشفى الدمام المركزي الدكتور محمد المبارك ل "الوطن" إن حوادث الدهس تكثر أثناء الليل، نظراً لانخفاض الرؤية عنها في النهار، كما أن أكثر الذين يتعرضون للدهس هم من الأطفال وكبار السن، وغالبيتهم من العمالة. وعن أهم ما ينتج عن حوادث الدهس، قال المبارك، غالبية حالات الدهس لا تنتج عنها إصابات تؤدي إلى الوفاة، وإنما إصابات خطيرة، تتسبب غالبيتها في إلحاق الكسور بالمصاب، مما قد يؤدي إلى الإعاقة أحياناً، وعادة ما تتمركز تلك الكسور في أسفل العامود الفقري، بالإضافة إلى كسور أخرى في الأطراف السفلى والحوض، وينتج عنها شلل المصاب في أغلب الأحيان. ويرى الدكتور المبارك، أن أسباب الوفاة عادة ما يكون بتأثر المصاب بنزيف داخلي لم يتم التعامل معه خلال وقت كاف، ولم يتم في حينه إجراء أي تدخل جراحي له، وهذا ما قد يؤدي إلى وفاة المصاب مباشرةً في الكثير من الحوادث. وعن كيفية تعامل طوارئ المستشفيات مع حالات الدهس، قال الدكتور المبارك، إن أقسام الطوارئ تتعامل مع الحالات الطارئة من خلال الفرز الأولي لتلك الحالات، وذلك لتحديد مدى الإصابات التي تعرض لها الأشخاص، ومن ثم تحديد نوعية وحجم الإصابة والتي قد تكون من الدرجة الأولى، ليتم بعد ذلك نقل المصاب إلى غرفة الإنعاش، لاستعادة النبض، وفحص القلب، ويجري التعامل مع الحالة وفق الإصابة التي تم تحديد مستوى الخطر فيها بكونها عادية أو حرجة.